جوزف أبي ضاهر

Views: 460

سهيل مطر

طرح عليّ سؤال: لماذا جوزف أبي ضاهر في جامعة سيّدة اللويزة، لا هو أستاذ ولا طالب على مقاعدها ولا هو من خريجيها، ولا هو في مجلس أمنائها، أو من مدبّريها، ولا هو الثري المتبرّع بمنح لطلابها؟ لماذا هو، وفي كل سنة، وفي كل مناسبة يصدر الكتب، يتوّج المنبر، لا يتخلّف عن موعد أو لقاء؟

أجيب ، وبكل صراحة، لأنه يحبّنا ونحن نحبه، ولأن جوزف ثلاثة بواحد:

1-لأنه مريمي، والجامعة جامعة العذراء، سيدة اللويزة، وهو القائل:

زنار بيتي صنوبرة خضرا

وايدين ملوا الحبّ

والحب وسع القلب

وشباك تحتو   بحر

وحواض كلاّ زهر

وباب قونة لمريم العدرا

2-لأنه رجل الفن والثقافة بامتياز: شعر ونثر، مسرح وإعلام، رسم ونحت، قصّة ومقالة، وأخيرًا، في كتابه اليوم “يوميات عابرة”، ولا أبالغ، مفكّر كبير- إن لم أقل فيلسوفًا- وإن بأسلوب الرسم والشعر والموسيقى. وإذا كانت الجامعة جامعة، فمن واجبها أن تضمّ إلى صدرها، إنسانًا بهذا المستوى من الإبداع والعطاء، ولا منّة ولا كبرياء.

3-لأنه صديق كبير، على بعض طفولة ونقاوة، ولهذا أغار منه: قوي هو ومتمرّس، يدجّن الوقت، يستثمر اللحظات، يحقق الإبداعات، وهو دائمًا في بداية ولا نهاية. فيما أنا، أنتظر على مقعدي، يجتاحني العمر، يلتهمني الزمن، والساعات دقّات أجراس، ألا يحقّ لي أن أغار؟

أجل، أغار منه، ولا أريد مخاطبته، بل سأتحدث إلى إنعام لعله هو بدوره يغار: يا سيدتي التي أحبّ:

أنا لن أكرر فأقول: وراء كل عظيم امرأة، بل أتساءل: كيف يمكن أن يكون جوزف أبي ضاهر دون إنعام؟

-هل كان يمكنه أن يبتسم ويفرح؟

-هل كان باستطاعته أن يقضي أوقاتًا في الكتابة والقراءة؟

-هل كانت “تلك المرأة” قادرة أن تؤمن له أجواء الصفاء والعمل؟

-هل كانت “تلك المرأة” قادرة أن تكون عروسًا في كل يوم وساعة؟

-هل كانت “تلك المرأة” قادرة أن تكون أمًا لأدون وإلسا؟

يا رفيقة عمره، أنت المرأة بألف لام مكبّرة، وأنت الأميرة المتوّجة بالحبّ والصداقة، وأنت الشاهدة على عبقريّته، ولا أقول شهيدة هذه العبقريّة.

نحن كلنا بصدق، نتقدّم منك بالشكر والمحبة:

نرجوك، حافظي عليه بالأهداب، امنحيه أكثر فأكثر حنان الأمّ والزوجة والأخت والابنة.

صلّي معه ولأجله

أعطِه أن يستمر في العطاء، فنحن لا نزال بحاجة.

صوني حريّته، فقد تفلّت من كل السجون، ولا سيما سجون السياسة والطائفيّة والعنصريّة والمناطقيّة.

وأرجوك، أرجوك، عمّري له عمارة من ورد، وقدّمي له قارورة حبر، وانعمي عليه، يا إنعام، بقبلة، بريشة، بقلم، وغني له:

شايف البحر شو كبير         كبر البحر بحبّك

شايف السما شو  بعيدة        بعد السما بحبك…

***

(*) في احتفال تقديم كتاب “يوميات عابرة” لجوزف أبي ضاهر –  جامعة سيدة اللويزة 15- 6- 2016.

(*) الصورة الرئيسية: جوزف أبي ضاهر وسهيل مطر خلال الاحتفال.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *