آخر القصيدة

Views: 847

جوزف أبي ضاهر

وقف الشرقُ العربي في آخر القصيدة، لا في أولها.

لم تسعه الكلمات. مدّ رأسه خارجها. لفحه ظلٌّ نائمٌ في الرملِ، منذ مئةِ عام، منذ ألفِ عامٍ. منذ الآلاف جميعها، وما زال في الثياب التي ولد فيها.

لم تشفع به كلّ قصائد الشعراء الذين أخذوا عشيقاتهم والشمس وسفكوا المشاعر، عوض أخذ أوراقِ كتبٍ تغيَّر لونها حتّى كادت حروفها أن تُمحى.

 

كثرةٌ مهملة

لمحت أوراقًا سقطت عن جسد الشجرة. جمعتها وعددتها.

امتلأت سلّتي، وبقيت فوق التراب كَثرةٌ مهملة، تكفي لستر عري جميع النساء اللواتي أعرفهن.

 

جسدي

لمستُ التراب.

نظرت إلى أصابعي رأيت ملامح وجهي تطلُّ من المسام خجلةً:

­ يكفي… أقبض على جسدك كلّه ولا تلمسه بأطراف أصابعك.

 

أمثلة شعبيّة

أعاتب الأمثلة المصاغة بلسان شعبي. كم فيها من إذلال الذات والندم الذي يَغفر ولا يُغتفر.

تجرّ الأمثلة بعضها بعضًا. تناقض بعضها بعضًا، كأنها صناعة سياسيّة مئة بالمئة… لا صياغة من العامّة التي ترضى السقوط، قبل أن تعود للوقوف من دون أن تنفض عنها ما عَلِقَ بها.

 

تاريخ وطن

يطالبون بكتابة تاريخ موحّد للوطن.

الأمر ضروري ومُلحّ. لكن، قبل المطالبة به، وبديمومته، واستقلاليّته، وهويّته، وما تريدون منه… وما يريده هو منكم لتطلع من الكتاب حياة تستحق أن تعاش بكرامة إنسانيّة كاملة الحقوق والواجبات.

 

مجرّد تصريح

الأمن عند بعض المسؤولين مجرّد تصريح يضعونه في جيوبهم إلى وقت الحاجة. حتّى إذا حلّت، فعلى الرحب والسعة، يسحبون التصريح يلوّحون به في الهواء الطلق، لفترة محدودة فلا تلفحه الشمس فيذبل، أو يغيّر الهواء لونه فيضطرون لتغييره، ومَن غيّر عادته «قلّت سعادته».

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *