مقدمات نشرات الأخبار المسائية السبت 26-10-2019

Views: 235

 المنار 

من رَحابةِ الساحاتِ الى ضيقِ الطرقات.. فَمَن يريدُ اغتيالَ مطالبِ الفقراء؟

بعدَ الدعوةِ الى سبتِ الساحاتِ كما سماهُ المحركون، استحالَ الامرُ الى قَطعٍ للطرقات، ما ادى الى اشكالاتٍ بينَ المواطنينَ العالقينَ لساعاتٍ والمتظاهرينَ المفتَرشينَ الطرقات، بل جرهُ آخرونَ مشبوهونَ الى غيرِ مكان، عبرَ اطلاقِ الحجارةِ والمفرقعاتِ الناريةِ الكبيرةِ نحوَ عناصرِ الجيشِ في البداوي بطرابلس ما ادى الى اصابةِ خمسةٍ من جنودهِ بحروقٍ وجروح، فردَ الجيشُ على مطلقيها وَفق ما جاءَ في بيانِه ..

ووفق الوقائع، فان اوَّل المصابينَ مطالبُ الفقراءِ والمعوزينَ، الذين تحركوا بعدَ ان خنقهُمُ الفاسدون، وعادَ ليخنُقَ تحرُكَهُمُ المطلبيَ آخرون، هم أفسَدُ منهم، فهل قلبُهُم على الفقراءِ اولئكَ الغارقونَ في بحورِ الاموالِ وتَرَفِ الحياةِ من اصحابِ القصورِ ومشبوهي الصفقات؟

ومن بينِ المتظاهرينَ ارتفعت اصواتُ تدعو الى التعقلِ والحوار، أضيفَ اليها تظاهراتُ للتيارِ الوطنيِ الحر دعماً للقضاءِ لمُلاحَقَةِ الفاسدينَ واسترجاعِ المنهوبِ من الاموال.

اما اللبنانيونَ العالقونَ بينَ لُقمةِ العيشِ الممنوعةِ عنهُم عُنوةً بسبَبِ تعطيلِ البلاد، وصرخةِ وجعِهِم المحقةِ التي يصادرُها ذوو الغايات، فقد التفتَت اليهُمُ القوى الامنيةُ التي عقدت إجتماعا في مكتبِ قائدِ الجيشِ بحضورِ قادةِ الاجهزةِ الامنيةِ لمناقشةِ الاوضاعِ الراهنةِ في البلادِ في ضوءِ استمرارِ التظاهراتِ وقطعِ الطرقات، وبحسبِ بيانِ الجيشِ فقد تداولَ المجتمعونَ في الاجراءاتِ الآيلةِ الى تسهيلِ حريةِ تنقّلِ المواطنينَ على الطرقاتِ الحيوية، وحِفظِ أمنِ المتظاهرينَ وسلامتهِم.

 

 LBC 

 

وفي اليوم العاشر سال الدم… ومن البدَّاوي في الشمال تحديدًا… مَن أطلق الرصاصة الأولى؟ إنه السؤال الذي يتكرر في لبنان منذ العام 1975، والتهمة جاهزة: الجيش اللبناني. أليس هو الذي اتُهِم إثر إصابة معروف سعد في شباط من العام 1975؟ واليوم ، وبعد أربعةٍ وأربعين عامًا ، التهمة ذاتها جاهزة حتى قبل التحقيق الذي باشرته قيادة الجيش …

في اليوم العاشر, كيف ارتسمت اللوحة السياسية والميدانية ؟ شريط التطورات، وفق ما حصلت عليه ال “ال بي سي آي ” بدأ باجتماع ضمّ قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي والمدير العام للأمن العام ورئيس جهاز أمن الدولة، المداولات ركَّزت على وجوب وضع خطة أمنية لفتح الطرقات وحماية الإعتصامات والمتظاهرين، وجرى توزيع المهام على الأرض حيث تقوم اعتصامات وتظاهرات … وكان مطلب فتح الطرقات هو الأولوية ليُصار إلى المباشرة بدرس الواقع الحكومي، تعديلا او تغييرًا، وهذا ما شكّل محور الإجتماعات سواء في قصر بعبدا او في بيت الوسط حيث عكف الرئيس الحريري على مناقشة كل الأفكار والمقترحات… الإقتراح الذي تقدّم على ما عداه كان يقضي :

أولًا، بتشكيل حكومة من غير النواب،

ثانيًا، بأن تكون الوزارات الدسمة، كالاتصالات والطاقة والمال، بأيدي وزراء مشهود لهم بنظافة الكف ومتمرسون في إدارة مؤسسات وملفات بطريقة ناجحة .

ولكن، ودائمًا بحسب مصادِر واكبت الإصالات، فإن الأولوية كانت لفتح الطرقات، ودون ذلك هناك صعوبة في الإنتقال إلى البحث في الحكومة… وهنا تكشف المصادر أن حزب الله اصر إنجاز الخطة الأمنية وفتح الطرقات وإلا فإنه يجد نفسه مضطرا إلى فرض واقعه على بيروت والبقاع والجنوب لأنه يعتبر أن هناك مؤامرة أميركية تستهدفه بتمويلٍ سعودي إماراتي …

في غضون ذلك بدأت لقاءات بعيدة من الأضواء الإعلامية مع قادة من الحراك، تولى جانبًا منها الرئيس سعد الحريري وجانبًا آخر اللواء عباس ابراهيم  في محاولة لبلورة ورقة مطالب الحراك.

حادثة البداوي خلطت الأوراق وسرَّعت الآلية المقترحة للخروج من المأزق: الرئيس الحريري اعتبر ما حدث بانه موجَّهٌ إليه شخصيًا وأنه بات على قاب قوسين أو أدنى من الإستقالة، واتصل بقائد الجيش داعيًا إلى فتح تحقيق فوري في ما جرى، في هذه الأثناء استوعب الجيش ميدانيًا ما جرى في البداوي فكان لقاء بينه وبين المحتجين… بالتزامن لفت ظهور النائب السابق مصطفى علوش في بيت الوسط ليُعلن المعطيات التالية :

الأمور لم تعد تحتمل .

الإثنين هو الحد النهائي لحسم الأمور .

من الأفضل أن يستقيل الرئيس الحريري من ضمن اتفاق لأن إذا حصلت الإستقالة ولا اتفاق فهذا يعني الدخول في أزمة.

هناك ثمن سياسي كبير يجب أن يُدفَع .

في المحصِّلة، يبدو ان الحل سيأتي على ” الحامي ” وأن لا عودة إلى الوراء وأن التعايش مع الواقع الحكومي الراهن لم يعد واردًا، وأن لا خروج من الشارع من دون خروج الحكومة الحالية من السرايا، علمًا ان شرط فتح الطرقات يسبق أي شيء آخر… ويبقى السؤال الأكبر : هل واشنطن ” على السمع ” من كل ما يجري ؟

أمس سألنا : هل استوت ؟ اليوم نقول : يبدو أنها استوت .

 

الجديد 

 

على توقيتٍ شَتْويٍّ يبدأُ الليلة فإنّ عقاربَ الساعةِ في لبنان لن تعودَ إلى الوراء فالشارعُ صار حاكماً والدولةُ تلتفُّ عليه وليس حولَه وعلى مَسافةِ العاشرِ مِن التظاهر أجرتِ السُّلطةُ اختبارًا أمنيًا لفتحِ الطُّرُقات فاجتمعت الأجهزةُ الأمنيةُ صباحاً في اليرزة لإجراءِ التجرِبة وجرى التباحثُ في تسهيلِ حريةِ تنقّلِ المواطنينَ على الطُّرُقِ الحَيَوية، وحِفظِ أمنِ المتظاهرينَ وسلامتِهم لكنَّ التنفيذَ اصطدمَ بعوائقَ بشريةٍ في عددٍ منَ المناطق والسياسيونَ الذينَ طلبوا إلى الأجهزةِ الأمنيةِ الإشرافَ على استتبابِ الوضع هُم أنفسُهم عادوا وأجرَوا اتصالاتٍ بقائدِ الجيش وتمنَّوا عليه ومانوا وطلبوا وهذهِ التمنياتُ النقّالةُ بُعثت إثْرَ تصادمِ البداوي بينَ الجيشِ ومجموعةٍ منَ المعتصمينَ في الطريق وفيما أدلى المعتصمون بتصريحاتٍ تؤكّدُ تعرّضَهم لإطلاقِ نار قالت روايةُ الجيشِ إنه تدخّلَ لفضِّ إشكالٍ فتعرّضَ لرَشقٍ بالحجارةِ ورميِ مُفرقعات وعندئذٍ عَمَدتِ القوةُ إلى إطلاقِ قنابلَ مسيِّلةٍ للدموعِ لتفريقِ المواطنين واضْطُرّت لاحقاً بسببِ تطوّرِ الإشكالِ إلى إطلاقِ النارِ في الهواءِ والرّصاصِ المطاطيِّ لكنَّ التوترَ مِن صوبِ الشَّمالِ لم يُطفئْ وَهْجَ طرابلس حيثُ انطلقَت حَمَلاتُ التضامنِ معَ الجرحى مِن كلا طرَفَي الجيشِ والمدنيين تحتَ شعار “نداوي البداوي” وهو الشعارُ الذي رفعتْه ساحاتُ وَسَطِ بيروتَ مِن الشهداءِ إلى رياض الصلح حيثُ احتَشدَ المتظاهرونَ هذا المساء وكانوا الصورةَ البهيّةَ التي تُعبِّرُ عن مطالبِها من دونِ تدخّلاتٍ حزبية وتجاوزَ المتظاهرونَ إساءاتٍ تعرّضوا لها وبعضُهم على قناعةٍ بأنّ مَن حمَى لبنان ومَن صواريخُه ما زالت تَهُزُّ إسرائيل ومَن هزَمَ داعشَ والنصرة عندَ حدودِ الوطن ومَن أوقفَ عدوَّه على “إجر ونص” ومنعَه منذُ ثلاثةَ عَشَرَ عاماً مِن الاعتداءِ على الوطن لن يكونَ اليومَ في حاجةٍ إلى إرسالِ بضعةِ مناصرينَ لتخريبِ تظاهرة وستكونُ التظاهراتُ الثائرةُ اليومَ فرصةً لحزبِ الله بهدفِ البَدءِ بضربِ الفاسدين لا الاكتفاءِ بشعارِ محاربةِ الفساد لكنْ لكي يبدأَ الحزب وَجَبَ أن يتحرّكَ رئيسُ الحكومةِ سعد الحريري ويَنزِلَ عن مِنصةِ تدويرِ الزوايا ومساعيه في توفيرِ الرضا للقُوى السياسية فالحريري اليومَ محصّنٌ بقوةِ اللهِ وحِزبِه واسمُه صار “يُحلفُ به” في شوارعِ الممانعة لذلك فهو اعتلى صمودا استثنائيًا لكنْ الى متى؟ فالشارعُ يريدُ التغيير وفيما الحكومةُ والعهد وكلُّ مكوّناتِ السلطة لا تبدو عليها أيُّ اشارةٍ لتقديمِ التضحيات سقوط الحكومة غيرُ وارد التعديلُ حتى الساعةِ مُستبعد والأمنُ يتقدّم والاثنين لناظرِه قريب.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *