التاريخ هو المدرسة الأجدى والأهم
الشاعر الياس حبشي
تعليقي على حديث ادلى به خالد ممتاز (في شريط فيديو جرى تداوله بكاثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي) وبدا السيد خالد في حديثه وكأنه يتهدّد لبنان بما تنوي اميركا ان تضعه من عقوبات تدميريّة… هذا، اذا لم يُنه لبنان حزب الله بشكل من الأشكال.. وبئس ما قال هذا الرجل أصحيحاً كان ام حديثاً مزيفاً…
نعرف ان ما تقوله فيه الكثير من الصحة، ولكن الصحيح ايضاً، هو ما يراه العقل والمنطق، وتعرفه اميركا اكثر منك ومني ومن ايّ آخر:
1 – حزب الله من الشعب اللبناني، وتنتسب اليه طائفته الشيعية الكريمة التي تمثل ثلث الشعب اللبناني.
2 – الحكومة اللبنانية اذا شاءت تجريد حزب الله من سلاحه بالقوة بواسطة الجيش اللبناني، فلن نحصد الا دمار لبنان، ، وان حزب الله هو حزب لبناني كباقي الأحزاب اللبنانية الأخرى… اذاً وتكراراً لم تُكوّنه الدولة اللبنانية ليكون خطراً دائماً على حبيبة قلب اميركا وربيبتها اسرائيل، والحقيقة ان الدولة لا قوة مسلحة لها الا جيشها الذي تساهم اميركا بتسليحه تسليحاً شكلياً لا تسليحاً فاعلاً يستطيع على الأقل رد تعديات اسرائيل على لبنان، وكل هذا تعرفه اميركا تمام المعرفة، فما هي خطيئة لبنان كدولة لتفرض عليه كل هذه العقوبات الإقتصادية وغيرها، وكلها عقوبات في منتهى الظلم، بل انها طغيان الحرام على الرزق الحلال!!!
3 – في العهد الحالي، وربما في العهود السابقة ، لا أذكر ولا اعرف ان مسؤولاً لبنانياً زار ايران، وان كان هذا الأمر حصل، فلبنان ككل دولة مستقلة له الحقّ ان يقيم علاقات صداقة ومصالح متبادلة كما تفعل “حضرة” اميركا وكل دول العالم الحرة،
4 – من المعروف ان اميركا تحمل شعار العدالة والحرية وتدّعي وجوب تمتّع دول العالم كلها بالعدالة والحرية ، ولكن يبدو ان ما تنادي به تعمل عكسه تماماً حتى لَيتّضح ان اميركا ليست أُمَّ العدالة والحرية بل انها حاضنة الظلم والمظالم بأبشع الصور، اذاً فلتتمادَ ما طاب لها في مظالمها.. أما نحن اللبنانيين الأحرار فلن نزحف ولن نخضع لأميركا اذلالاً، حتى ولو اضطررنا ان ننام على الحصير، وان نتغذى على حبة الزيتون.
5 – ولا تنسَ اميركا ان تعود الى التاريخ فهو المدرسة الأجدى والأهم لعلّها تعلم ان امبراطوريّات العالم القديم والحديث بدءاً بالإمبراطورية الرومانية منذ ما قبل المسيح الى ما بعده، وصولاً الى السلطنة العثمانية وما بينهما كلها انهارت وزالت بسبب مظالمها، وليس لأي سبب آخر، وهذا ما سيحلّ بأميركا مهما طال الزمن.
