أين المفرّ؟

Views: 337

خليل الخوري 

لا حديث إلاّ كورونا. هل يبالغ اللبنانيون في الذعر؟

ليس بالضرورة. فأمام الاستنفار الدولي في مواجهة هذا الوباء سريع الانتشار، يبدو كل حذر، بل أي تخوف، في محلّه. صحيح أن الذعر والإرباك والتردد لا تؤدي الى أي نتيجة في مواجهة الڤيروس اللعين إلاّ أنها تبقى ردود فعل مفهومة بالرغم من أن المسؤولين يعملون ما في وسعهم!

ولعل أكثر المطلوب في هذه المرحلة التضامن الوطني إزاء هذه الوافدة الخطرة. حتى إن الوزير السابق وليد جنبلاط الذي كان قد دوّن (عبر تويتر) تغريدة هجومية على العهد، عاد وصحح فيها طالباً التركيز، حالياً، على مواجهة كورونا التي يبدو أنها احتلّت كرسّيها عندنا بإمتياز، وهي تتوسّع يومياً، بدليل ما تردد عن معلومات خطيرة طلع بها وزير الصحة في الاجتماع الوزاري، أمس، الذي كان مخصصاً لهذه المحنة، إضافة الى الإعلان عن الإصابة الرابعة.

وإذا كان العام الدراسي في خطر، أصلاً جراء التطورات التي رافقت وتبعت اندلاع الثورة منذ 17 تشرين الاول الماضي، فإنّ هذا العام الدراسي مرشّح لأن يصاب بنكسة أكبر جراء «كورونا» في وقت تتجه السلطات التربوية الى اتخاذ قرار (قد لا يكون منه بد) يقضي بوقف التدريس لمدة لا يمكن تقديرها سلفاً، اذ إن مدتها مرتبطة بما يمكن أن تؤول اليه الحال في ضوء تمدد أو تقلص رقعة انتشار هذا الوباء عندنا. ونحن نعرف أن تقلّصه ليس بالأمر المتيسّر  حتى في البلدان الأكثر تطوراً منّا في مجال الأبحاث المخبرية، وفي طليعتها الصين التي تفشى فيها الداء بشكل مروّع. ناهيك بالإمكانات المالية الهائلة التي نفتقدها في لبنان بحدها الأدنى في الأزمة المالية ضاربة أطنابها عندنا بكورونا ومن دونها!

ومن أسفٍ أنّ لبنان ليس مهيأ لمواجهة أي حدث خطير أو تطور كبير أو حتى اي استحقاق منتظر لذلك يجد اللبنانيون  أنفسهم في حال العجز المطبق في مختلف نواحي حياتهم، وقد أُقفلتْ في وجوههم. فالـ«كورونا» أمامهم والأزمة المالية – الاقتصادية – الاجتماعية الخانقة وراءهم فأين المفرّ؟

تأتي في هذا المشهد السوداوي بارقة أمل الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي الى فرنسا، ذاك البلد الذي لا يزال الحد الأدنى من حبل الود مشدوداً بينه وبين لبنان، وقد سبقته الى عاصمة النور  سمعته النظيفة، وطيب علاقاته مع باريس التي تعرفه جيداً من خلال إقامته فيها ردحاً من الزمن في مهمة ديبلوماسية عربية… والى ذلك كلّه أسلوبه الهادئ، الرصين… صحيح المهمة ليست مستحيلة ولكنها صعبة على كل حال، إلاّ أن الوزير حتي يحمل معه عدم انغماسه في مزالق السياسة اللبنانية ومستنقعات آفاقها، وهذا ما يجعله مؤهلاً ليس فقط لدور مع الجانب الفرنسي، بل أيضاً مع الجانب الأميركي ذاته حيث الصعوبة أكبر بأشواط.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *