البلديات وأزمة كورونا
المحامي روك فغالي
ما هو دور البلديات في هذه الأزمة الخطيرة؟ أزمة كورونا تحديدا ؟.
كتبت دائما من خلال تجاربي ودراساتي المعمقة بهذا الموضوع .أن هناك حلقة أساسية في الإدارة اللبنانية وفي هيكلية الدولة مفقودة هي البلديات .التي أعطاها القانون سلطة امبراطورية شاملة .وهي متروكة على هواها لا حسيب ولا رقيب .فيما المحافظون والقائمقاميون المسؤولون على الإشراف على هذه البلديات كسلطة وصاية هم بحالة كوما .
المهم ما هو دور البلدية وتحديدا رئيس البلدية بهذه الأزمة الصحية الخطيرة. بالواقع من يقراء المادة ٧٤ من قانون البلديات التي تحدد صلاحيات رئيس البلدية .يتأكد له أن كل الاجرائات الوقائية والعلاجية لمكافحة الوباء هي من صلاحيات البلديات وتحديدا رئيس البلدية .
فرئيس البلدية من ضمن صلاحياته الكثيرة والخطيرة مكافحة الأوبئة والحفاظ على الصحة والسلامة العامة واستدراك كل ما من شأنه حمايتها .
إضافة إلى أنه مسؤول عن تأمين ما يحتاجه المواطن من مساعدات طبية وغذائية لمواجهة الأوبئة. اي أنه من صلاحياته اقفال المحلات التجارية والمقاهي وغيرها ومن صلاحياته الإشراف على صحة تطبيق الأنظمة الوقائية للعمال وأصحاب المحلات المسموح أبقائها مفتوحة كالافران ومحلات بيع المواد الغذائية والصيدليات والمستشفيات .ومن صلاحياته مراقبة ما اذا كان عمال هؤلاء يضعون الكمامات والقفازات الواقية.ومراقبة صحتهم وحفاظهم على الصحة العامة وشروط النظافة . إضافة إلى أن رئيس البلدية مسؤول عن تأمين الغذاء إلى المنازل للذين مفروض عليهم الحجر في منازلهم .وغيرها من المسؤوليات الاساسية
مع الإشارة إلى أن القرارات التنظيمية التي يصدرها رئيس البلدية لها صفة الالزام مثلها مثل القوانين والمراسيم .
اخيرا كثيرون عندما يقرؤن ما كتبته سيتفاجؤن وقد يذيد استغرابهم عندما يقارنون بين قوة هذه الصلاحيات وبين ما يرونه من ممارسات لبعض البلديات .نضع هذه المعلومات بتصرف وزير الصحة وهو أدرى من غيره بها كونه رئيس بلدية كما نضعها بتصرف وزير الداخلية.الذي كما يبدو حتى الآن أنه يتمتع بالهيبة الكافية لمهمته الخطيرة الذي وصفها يوما وزير الداخلية الأسبق المرحوم كمال بك جنبلاط “وزير الداخلية هو رئيس لبنان الاداري “.
