ندوة  حول “عصبة الخمسة” مدرسة ومبدعون في الجامعة الأميركية

Views: 198

سليمان بختي 

في إطار سلسلة ندوات علي غندور الثقافية  قدم برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الجامعة الأميركية ندوة بعنوان “عصبة الخمسة مدرسة ومبدعون ” في قاعة محتشدة. شارك في الندوة الاب الدكتور بديع الحاج والمايسترو فادي يعقوب.

الاب الدكتور بديع الحاج

تحدث بداية الاب بديع الحاج معتبرا أن  عصبة الخمسة هي محاولة من المؤلفين والملحنين اللبنانيين لاكتشاف لون من الغناء المحلي يستند إلى الفولكلور. ورأى أن الفضل في فتح آفاق جديدة ومتنوعة للغناء الفولكلوري يعود إلى إذاعة الشرق الأدنى  وصبري الشريف الذي تحلق حوله مطلع الخمسينات اصحاب المواهب في الفن الغنائي والموسيقى اللبنانية أمثال عاصي ومنصور رحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وتوفيق سكر. والفوا ما سمي آنذاك “عصبة الخمسة” تيمنا بالمؤلفين الموسيقيين الروس الخمسة. وخصوصا وان غالبية من قاموا بالنهضة  تعلموا في تلك الفترة على يد الأساتذة  الروس البيض في معهد الموسيقى في الجامعة الأميركية في بيروت  أمثال اركادي غوكل وعائلته  وكورنيكوف وغيرهم. كما أن هناك وصمة وتأثيرًا للفرنسي برتراند روبيار في شخصية الأخوين رحباني وتوفيق الباشا وتوفيق سكر.

وأشار الحاج الى ان هذه المجموعة من الموسيقيين لم يتقيدوا بالعدد بقدر ما تقيدوا بالمنهج والهدف. وذكر الحاج الى انه وبعد خروج توفيق سكر من العصبة حل مكانه عبد الغني شعبان. ولكن كلهم ساهموا مساهمة فعالة في إبراز هوية الاغنية اللبنانية. ودون أن ننسى دور حليم الرومي الذي تسلم منصب   رئيس المكتبة الموسيقية في إذاعة لبنان.. ونقل الحاج عن زكي ناصيف ان العام 1957 كان موعد تدشين عصبة الخمسة لانطلاق الليالي اللبنانية في مهرجانات بعلبك فكانت “ايام الحصاد”، وفي العام 1959 كانت “المحاكمة” وأحيا العصبة “عرس الضيعة”. ووقع الطلاق وأصبحت العصبة عصبتين . مؤسسة الرحابنة وفيروز وصبري الشريف. وفرقة الأنوار مع سعيد فريحة وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وحلق شعبان منفردا.

وختم  الحاج بأن عصبة الخمسة أحدثت تحولا في تاريخ الموسيقى والغناء في لبنان. وبالرغم من تفرقهم ظل يجمعهم حبهم للبنان وتمسكهم بتاريخه  وهويته الفنية والموسيقية وتراثها المتنوع ونزوعهم  القوي نحو التغيير والتجدد والحداثة.

المايسترو فادي يعقوب

ثم تحدث المايسترو فادي يعقوب  عن تحولات المشهد الموسيقي العربي عامة واللبناني خاصة في التاريخ المعاصر. وحدد علامات التطور في المشهد مثل توسيع آفاق الأنماط الرومانسية والتعبيرية  والدرامية للموسبقى. والبناء على المادة الموسبقية الشعبية  في الاغنية اللبنانية. وتجاوز التخت الشرقي نحو الأوركسترا الغربية.

وتوقف المايسترو يعقوب تحديدا عند دور زكي ناصيف الموهوب والعالم والمبدع الرؤيوي  ووصفه بالاب الروحي للاغنية اللبنانية.

ولفت الى  علاقة ناصيف الخاصة بالتراث والفنون الشعبية. وانه ساهم مع “عصبة الخمسة” وغيرهم في إدخال تطويرات منها تقصير مدة الغناء وتنويع مواضيعها وتوثيق الرابط بين الكلمة واللخن. وكذلك تقليص عنصر  الطرب لصالح الموسيقى والتوزيع.

وخلص المايسترو يعقوب اخيرا الى ان “عصبة الخمسة” اعتمدت التنافس المحفز في ما بينها وانتجت أعمالا إبداعية انارت المشهد الفني الموسيقي اللبناني والعربي لأكثر من عقدين.وانهم اي العصبة صاغوا هوية ثقافية موسيقية لبنانية معاصرة ومتحررة. وان التحدي الابر ز الذي يواجهها اليوم هو عدم القدرة على تثبيت الهوية امام المهددات الجارفة والضياع المقيت والمهيمن على الخطاب الفتي الراهن.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *