كورونا وغموض المصير

Views: 43

د. غسان معلوف

فيروس كورونا اصبح الهاجس الأول عند الناس!

وأصبح كل شيء بالنسبة لهم تافهاً في البلد المنهار  اقتصادياً ومالياً وسياسياً،

نسي الناس تجمعاتهم وصراخهم في الساحات

نسي الناس ذلهم في المصارف

نسي الناس النفايات التي تغمرهم

نسي الناس بان الليطاني الذي يروي سهل البقاع تختمر فيه المواد المسرطنة

نسي الناس وجوه حكامه  ولغتهم الخشبية

وفسادهم …..

الناس الآن في سجنهم الطوعي 

وحالة من القلق تجتاحهم يتأملون جدرانهم ألأربعة  وبعض الصور الخرساء المعلقة…

 ويفكرون بعدوهم وهو اصغر من حبة رمل ..

ويصغر الكون في عيونهم  ، تبدو لهم الحروب والعداوات تافهة أمام غموض مصيرهم  .

فأعداء الإنسان كثر  وكلهم يعملون على سحقه،  فيقف مشدوهاً ومذهولاً أمام الكوارث الطبيعية  كالزلازل والفيضانات والأوبئة. كلها تتأمر عليه  وحتى الأشياء التي اقتناها لرفاهيته تتأمر عليه كالسيارة والطائرة وحتى الدراجة .. والجهل  هو ألد أعداء الإنسان  وهو لاحول ولاقوة له الا ان ينظر الى تلفازه يجتر الكلام ذاته بنبرة تعلو احياناً وتخفت ليدهش البسطاء من الناس .. (https://nuttyscientists.com)

فهذا الفيروس الأصغر من ان يرى يهدد الإنسان بوجوده ، فلا يراعي ثقافته ولا أمواله ولا  نفوذه  ..

علّ هذا الكائن الصغير الصغير الذي يقلق العالم بأكمله يبعث حالة يقظة وصفاء صوفي  !فيتفلت  هذا الإنسان من جشعه، من ألانا  من حب السيطرة من الطموح ولو كان على جثث الناس  .. ويعرف بأن الجامع المشترك للإنسانية هو الألم وغموض المصير والموت المحتم ..

فبدل ان نكون شركاء الكوارث الطبيعية والجهل ضد الإنسان  ، فلنقبل عليه ونضمه ونمسح البؤس والقلق عن عينيه ونتذكر ما قاله بيركليس في القر ن الخامس ق.م (الناس سواسية كاسنان المشط) وأقول ايضاً على لسان انطيغوني في مسرحية سوفوكليس (لم أولد حتى ابادل الناس حقداً بحقد بل حباً بحب).

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *