لا تنظروا إلى فوق

Views: 314

جوزف أبي ضاهر

قالوا بسمسرات، وفضائح ماليّة، وسرقات، ونهب (من دون كسرٍ وخلع)، واستغلال نفوذ سلطة، ومدِّ يدٍ… وأيدٍ إلى ما عَلِمنا به، وما لم نعلم… ولم تسقط «ورقة التين ليطردوا من «جنّة» سلطة، وسّعت كراسيها لتسعهم حتّى في النّوم….

النّوم في السلطة ممتع. تأتي الأحلام إليه، فيبني الأبراج، ويقضم المشاعات، والأملاك البحريّة والبريّة، والوظائف التي سيستخدم فمنها من وضعوها لتمرير ما لا يمرّ… ويمرّ لتوزع الحلوى والسكر (بعدها) على الذين يغضّون طرفًا عن قَصبة ستبقى لنا، تحرّك فينا ذكريات طفولتنا: فنصنع منها طائرات ورقيّة ملوّنة، وننتظر الهواء على ما بقي من شواطئ، ننزل إليها بلباس مدجج بالحماية في مواجهة أطنان من النفايات التي وزّعوها بالتساوي على المحافظات: «قسمة بالهوية عدلٌ في الرعيّة».

انشغلنا بالهواء، بطائرات الورق التي أمسكنا خيطانها خوفًا من هربها مما لا يُحتمل، ونحن تعوّدنا على الاحتمال، ولم نعد نخاف أن تطلع علينا التماسيح من البحر، فبيننا وبينها سنوات قد تطول وتطول وتطول. كلّ القضايا عندنا عمرها أطول من عمرنا. هذه الكهرباء، وَعينا ونحن نستمتع بـ: «انقطعت… إجت»، لعبة الضوء تبهر، وانبهرنا… بعدها لفتنا ما سُمّي ضمانًا، وهو حقًا ضَمَنَ لنا أن نصمد على أبوابه وأدراجه من دون أن نسبّ الذي خلّفه ورباه، وكبّره ليذلّنا، ويحني رقابنا… كما نفعل في أية دائرة كُتب على بابها «رسميّة» أي لا تخصّنا. هي خاصة بالنافذين والسماسرة. والسمسار صورة مصغّرة عن الذين يناطحون الهواء لأجلنا. وسنأكل ممّا يجنون إذا تركوا للهواء أن يلعب فينا قبل أن نصبح أوراق خريف تدهسنا دواليب سياراتهم الفخمة والمفيّمة (الله لا يسوّد وجّ حدا). ما بقيت لنا عين إلا ودمعت، وغصّت فشربنا ما نزل منها قبل أن تتهمهم بألف تهمة وتهمة جاهزة وعلى مقاسنا.

لنا الحق أن نحلم، انتبهوا لا تدعوا أحلامهم تجركم للنظر إلى فوق.

Email: [email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *