مقدمات نشرات الأخبار المسائية الاثنين 30 آذار 2020

Views: 352

الجديد

قبل أن يَبلغَ كورونا توقيتَ الذُروة كان الفيروس السياسي يتّجه صعوداً نحوَ حكومةِ حسان دياب فتَتِمُ محاصرتُها على محاورَ ثلاثة: عودة المغتربين التعيينات وأزمة السجون وحيالَ السجناء جَنّدت وزيرةُ العدل ماري كلود نجم قُدراتِها القضائيةَ والعدلية تحتَ خُطةٍ موزعة على غيرِ اتجاه بهدفِ اطلاقِ السراح والاسراعِ في تخليةِ السبيل وهي تجنّبت العفوَ العام لارتباطه بقانونٍ يَصدُرُ عن مجلسِ النواب، واستعاضت عنه بقنواتٍ رئاسيةٍ وقضائية وقالت نجم للجديد إنّ رئيسَ الجمهورية العماد ميشال عون كان متجاوباً معَها لدى لقائِها في شأنِ اصدارِ عفوٍ خاص يُمنحُ للذين لم يتبقَّ من مدّةِ احكامِهم سوى ستةِ اشهر ووَجّهت وزيرةُ العدل رسائلَ الى السجناء قائلة “مش ناسينكن” متحدثةً عن اجراءاتٍ تطاولُ الاحداث، والاسراعَ في بتِّ طلباتِ اخلاءِ السبيل موجّهةً كتاباً الى مجلسِ القضاء الاعلى والقضاة في المناطقِ والمحافظات لكنَ السجونَ ستَغيبُ عن جلسةِ مجلس الوزراء غداً في السرايا، والتي ستَبحثُ الاقتراحاتِ المتعلقة بعودةِ لبنانيي الخارج في ظلِ ازمة كورونا وللمرةِ الاولى منذ تشكيلِها يَدخُلُ الوزراء الى الحكومة غداً بوجوهٍ ضَربتها الحرارةُ السياسية وساهمت في ايقاظِ الخلايا الحزبية النائمة لكنَ بعضَ الوزراء جاءت مواقفُهم من موقعِ ثَباتٍ واستقلاليةٍ وِزارية وقد أَسّس وزيرُ الصناعة عماد حب الله صناعةً وِزاريةً جديدة عندما التَزمَ التضامنَ الوِزاري، متمرداً على قرارِ ِرئيس مجلس النواب نبيه بري، قائلاً إنه لن يُعلِّقَ مشاركتَه في الحكومة الا عندما يرى ممارساتِها من الداخل غيرَ مناسبة.

موقفٌ لحب الله “في حبّ” الحكومة تلته سِهامٌ أخرى وجهتها وزيرةُ المهجرين غادة شريم، متجرأةً على الرئيس نبيه بري ومستغربةً فتحَه النارَ على الحكومة طالبةً أن “يأخذنا بحلمه” لأننا لم نُقصّر ولم نتقاعس في عودةِ المغتربين، لكنّها تَبحثُ عن الآليةِ المناسبة وسرعانَ ما فَرزت دوائرُ عين التينة وزيرَ الزراعة المدجّج بوِزارةِ الثقافة عباس مرتضى للردِ على زميلتِه شريم قائلاً: لسنا بحاجةٍ إلى إعطائِنا دروسًا في كيفيةِ مقاربةِ المِلفاتِ الوطنية كمِلفِّ المغتربينَ اللبنانيين وما قام به الرئيس بري هو نتيجةُ المقاربةِ المتأخّرةِ في الحكومة والمقاربةُ الثقافية لمرتضى تأتي انعكاساً لرَغبةِ رئيسِ المجلس في توجيهِ صرخةٍ عالية يَسمَعُ صداها مغتربو أفريقيا علماً أنّ القارات الخمس تتألم واللبنانيين فيها يعيشون أسوأَ مراحلِهم ولصرخةِ بري أيضاً أبعادٌ داخلية تُثبِتُ بالوزيرِ المشهود أنّ هذه الحكومة لم تكن مستقلة فها هم وزراؤُنا نأمُرُهم فيَنهَون عن “منكرِ” الكابيتال كونترول في وقتٍ أنّ هذا الإجراءَ المصرفي هو من صلاحيةِ مجلس النواب وسيُولَدُ بقانون والتهويل موضة سرَحَ بها رئيسُ المجلس لتُصيبَ كلَ اجراءٍ حكومي وفي طليعتِه تعييناتُ نواب حاكم مصرِف لبنان وقد اراد من هذه الصرخة فحصَ جهازِ المناعة لدى الرئيس حسان دياب، مستخدماً في آلةِ الفحوص كلاً من سليمان فرنجية ومهولاً بجبران باسيل عبْر الايحاء “لصقاً” بأن رئيسَ التيار يغرّدُ بمفردِه في التعيينات لكي يسمعَ الجيران السياسيون، من سعد الحريري إلى وليد جنبلاط فسمير جعجع وعلى الارجح فإنّ حسان دياب لا يتمتعُ لغاية الان بحاسةِ السمْع السياسي فهو بدا على صوتٍ عنيد يقاومُ لتاريخه الفايروسات القاتلة للعملِ الحكومي وفي جدولِ اعماله الاولويةُ الصِحية التي تتصدّرُ جلسةَ الغد معَ استكمالِ تدابيرِ التعبئة العامة اما التعبئةُ السياسية فمكانُها بعدَ صِحةِ الناس ولخيرِ الناس شكراً من الجديد مرةً أخرى لاكثرَ من ثمانية عشر الفَ متبرعٍ ساهموا في حملة صامدون ومعَكم سنبقى صامدين.

——————-

ال بي سي

في اليوم الاول من المرحلة الثانية من التبعئة العامة كان البلد كأن لا كورونا زحمة شوارع، صفوف امام المصارت والتحذيرات لم تنفع، وربما لبنان البلد الوحيد الذي فيه خروقات للاجراءت ، فيكيف ستحارب الدولة كورونا اذا كان المواطن لايلتزم ، اليوم طرابلس وامس الضاحية ، اليوم عدد الاصابات 8 اقل من الايام الماضية لكن التراخي لا يبشر بالخير، اللجنة المولجة اعادة اللبنانيين من الخارج توصلت الى توصية سترفعها غدا الى مجلس الوزراء و اقامة فحوصات ونسبة مناعة قبل الصعود الى الطائرة من بلد الاغتراب و التوجه عند الوصول الى بيروت للجميع بدون استثناء الى مراكز الحجر و الخضوع للفحوص، ليس المواطنون وحدهم من خرجوا من الحجر المنزلي بل السياسة ايضا خرجت ، وعند معظم الاطراف تقريبا والتباينات تحور و تدور حول الوضع النقدي والمالي وشح الدولار وصولا الى ندرته واداء القطاع المصرفي على قاعدة المصارف دائما على حق، وفتحت عدة جبهات جبهة رؤساء الحكومات السابقين في مواجهة دياب، وجبهة التيار الوطني باسيل في مواجهة حاكم مصرف لبنان، جبهة مفتوحة بين فرنجية وباسيل ، فرؤساء الحكومات السابقةن مستاؤون من منحى التعينات المالية وباسيل فتح النار على سلامة

وطلب التدقيق من خارج مصرف لبنان، وتلميح فساد في مصرف لبنان سيتحمل مسؤوليته الحاكم، فرنجية يرفض لقاء باسيل لفك عقدة التعينات واللبناني بين نار الاسعار والسياسيين وكورونا فلا حسيب ولا رقيب والمصارف تذرعت باقفال المطار لتحجب الدولار نهائيا، حسب تصريح لوكالة الانباء الفرنسية. وهكذا وجدت المصارف ذريعة ، ولمعالجة اكتظاظ السجون كشف غسان عويدات عن اعتماد السوار الاكتروني الذي يثبت بقدم و او يد المحكوم بدل وضعه في السجن ويحدد نطاق مكوثه ومراقبته عبر جي بي اس لعدم تجاوزه نطاق دائرته المحددة له.

 

——————-

ام تي في

النتائج في المستشفيات والمختبرات ليست سلبية ، لكن المشاهد في الشوارع وعلى الطرقات تحمل على القلق ، عدد المصابين لم يتجاوز الثامنية ما يحمل على بعض الارتياح ، وليس المبالغة بالارتياح فهذا خطاً، و عدم تنامي النتائج هو سبب عمل بعض المختبرات نصف دوام واقفال بعضها في الاحد ، و شهدت الطرقات حركة سير قوية، وشهدت تجمعات في الاماكن العامة و  المصارف

صحيح اللبنانين بحاجة لتسيير اعمالهم بعد اسبوعين على الحجر لكن حال التعبئة عامة مازالت قائمة ، و على الدولة ان تنفذ بالقوة مقتضيات الحجر كما وعدت ، فأين القوة الموعودة و هل شهد المسؤولون الخرق ،  واين القرار يا اصحاب القرار لمواجهة انتهاك القرار ، سياسياً سقط قناع حكومة ديابو ظهرت على حقيتها ، رغم عمليات التجميل لتبدو حكومة اختصاصيين وتكنوقراط  فشلت ، والفشل لا يتعلق بها فمعظم الوزراء يريدونها حكومة مميزة بعكس،سابقتها، فمن الكبيتال الكنترول و التشكيلات القضائية الى التعينات المالية وصولا الى عودة اللبنانيين من الخارج ، يبدو بوضوح ان حكومة الاستقلاليين فقدت استقلاليتها،و اضحت رهينة القوى التي انتجتها ، والتي لم تؤمن يوما الا بالزبائنية والمحاصصة، و هل تؤمن بعودة عقارب الساعة الى الوراء ،والتصرف ان انتفاضة 17 تشرين لم تحصل ، ومن سخريات القدر ان اهل السلطة تلاقت مصالحهم مع انتشار الكورونا، اذا لولا الفيروس الخبيث لكان الشعب انتفض ضد ممارساتهم ،فايهما اكثر فتكا باللبانيين الكورونا ام الطبقة السياسية.

——————-

او تي في

صدمت اميركا العام 2001 وتحديدا نيويورك بالهجوم الارهابي على برجي التجارة في مدينة الاعمال وعاصمة المال في العالم عادت اميركا وصعقت اليوم بانتشار الوباء في نيويورك كالنار في الهشيم ز المدينة التي تحكم بورصة العالم وتتحكم بمسيرة عافيته المالية بواسطة العملة الخضراء اضحت رهينة الوباء واسيرة الداء . جاءها الارهاب منذ 20 عاما من الشرق ووافاها الكورونا اليوم ايضا من الشرق . لعنة الشرق الاوسط ونقمة الشرق الاقصى . في 2001 طواقم الاطفاء تجوب نيويورك وفي 2020 طواقم الاطباء والاستشفاء تعزل نيويورك . حاملات الطائرات تتحول حاملات مستشفيات لنجدة الساحل الشرقي واغاثة الساحل الغربي تماما كما في الافلام التي انتجها الاميركيون في العقد الاخير عن الاوبئة والزلازل والعصر الجليدي ونهاية العالم . اليوم تحولت الافلام الى واقع . واقع مخيف ومقلق . اغلقت اميركا الاطلسي في وجه اوروبا وسدت الهادي في وجه اسيا . اعتادت اميركا بعد الحرب العالمية الثانية استخدام القوة العسكرية الصادمة المباشرة ما ادى الى نتائج كارثية في كل مكان في العالم الذي سيعاني لعقود فقدان الاستقرار وتداعيات الثقوب السوداء لسياسات الفوضى والنزاعات الطائفية والاقتتال الديني والعرقية والقومية والجشع اللامتناهي مثل وحش الهيدرا الذي يفرخ له رأس جديد كلما قطعت له احد رؤوسه .

يقول مثل قديم : عندما يكون كل ما لديك هو المطرقة عندها سيبدو لك كل شيء مسمارا .اعتادت اميركا الضرب والحرب واليوم ترتد الى الداخل لتكتشف النقائص والنقائض ، العيوب والذنوب ، المنظومة التي تهزها جرثومة . ومع ذلك فأن الفرحين والشامتين بالغرب اليوم وعلى رأسه اميركا يعرفون ان اقتصاد العالم وحركته وعافيته وحيويته – عن حق او عن غير حق _ مرتبط باميركا ودولارها الاخضر الذي يخشى ان يتحول الى يابس . سيكابد الغرب والشرق اذا سقط النسر الاميركي وتعب الدب الروسي واستفاق التنين الصيني وسيكون للعالم وجه اخر ومصير اخر .في العام 1916 وفي حمأة التحضير لسايكس – بيكو وقاسم ارث الرجل المريض بين بريطانيا وفرنسا قبل ان تدخل اميركا المعترك الدولي وتزيح الاثنين دفعة واحدة ، يومها كتب الالماني ارنست جاخ ثلاث عبارات لها مغزى : الحرب تأتي من الشرق ، الحرب ستندلع بسبب الشرق ، الحرب ستحسم في الشرق .

منذ 100 عام اعطى الانكليز الذين لا يملكون وعدا لليهود الذين الذين لا يستحقون. اعطوهم وعد بلفور . وبدأت مأساة الشرق الاوسط ، كنا بالمسألة الشرقية واصبحنا بالقضية الفلسطينية. وبدأت الحرب في الشرق. اليوم ومنذ فترة ، بدأت اوروبا تعبيد وتزفيت درب الحرير مع الصين. اندلعت الحرب بسبب الشرق الاقصى. درب الحرير تحولت الى درب الام وخصوصا في ايطاليا البهية، ايطاليا مايكال انجلو ورفاييل وبرنيني ووصوفيا لورين ومارسيللو ماستروياني وفرنكو زيفيرللي. ايطاليا الجمال والخيال.

اما عندنا في لبنان جلجلة موصولة بالالام مع طبقة سياسية مغلولة بالاثام . صار اصحاب المليارات حريصين على ما تبقى من ليرات في وقت يحلق الدولار على علو 3000 ليرة ويتحضر ربما لهبوط اضطراري واصطدام وشيك بالطبقات المسحوقة المخنوقة .

الحكومة التي تعمل باقصى طاقاتها وقد تجاوزت معمودية النار في معركة كورونا ، تحاصرها الدولة العميقة وما ادراك ما الدولة العميقة في لبنان والكيان الموازي . فضائح وروائح ، تهويمات وتهديدات ، عنتريات وعراضات . في ايامهم كان الناس يقولون لا حول ولا دولة ، اللبنانيون يعرفون اليوم ان الجولة للدولة ، وان جولة النفاق تعاني اعراض اختناق ، وهو ما يسمى بالكورونا السياسية..

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *