سرّ يكشف للمرة الأولى حول اللقاء التاريخي بين الرئيسين شمعون والأسد 

Views: 3675

 جورج برباري

مع وفاة نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام تحضرني هذه الحادثة التي لم يتجرّأ الإعلام يومها على تناولها بسبب الاحتلال السوري للبنان. 

في شهر شباط من العام ١٩٧٧ لبّى الرئيس كميل شمعون دعوة صديقه الملك حسين لزيارة الأردن، وسافر إلى عمان بالطائرة، يرافقه نجله داني ووفد مصغّر من معاونيه. لدى وصوله إلى مطار الملكة علياء استقبلهم العاهل الأردني بحفاوة، وأذكر صورة وضعتها جريدة “الدستور” الاردنية على صدر صفحتها الأولى، حيث قاد الملك حسين السيارة بنفسه وإلى جانبه الرئيس شمعون، وكتبت تحتها “جلالة السائق وفخامة الراكب”.

 

 وانتقل الموكب الى القصر الملكي، وخلال الحديث قال الملك للرئيس شمعون: فخامة الرئيس، إننا نعرف أن اميركا والمجتمع الدولي قد لزّموا لبنان لسوريا الّتي دعتك أكثر من مرّة لزيارتها وانت لم تلبّ الدعوات، وانا أرى أنه بدلاً من أن تعود إلى لبنان بالطائرة عُد بالبرّ وابحث مع السوريين ماذا يريدون، ولتمرّ هذه المرحلة بأقل ضرر، فأجابه الرئيس شمعون: انت تعرف أطماع سوريا بلبنان وهم يحاولون تطبيع العلاقات لتسهيل تحقيق هدفهم، ولكن إن كنت انت ترى ذلك، فلا مانع لدي، فقال له الملك: إذن سنتولّى نحن الترتيبات.

 

 كان هذا يوم الاحد.  بعد ثلاثة أيام أي يوم الأربعاء رافق الملك حسين الرئيس شمعون الى الرمثا حيث ودّعه وفق الترتيبات الرسمية، ثم انتقل موكب الرئيس شمعون الى درعا التي لا تبعد الّا مئات الأمتار، وكان في استقباله هناك ممثل الرئيس السوري حافظ الأسد وزير خارجيته عبد الحليم خدام. 

 

بعد إجراء التشريفات الرسمية وعزف النشيدين اللبناني والسوري توجّه الموكبان إلى صالون الشرف في المزة حيث قدمت القهوة والحلويات، وإذ بضابط ممتلئ صدره بالأوسمة يدخل ويهمس في أذن خدّام الذي قال للرئيس شمعون: فخامة الرئيس اضطرّ سيادة الرئيس للذهاب الى اللاذقية، وهو يأمل أن تلاقيه الى هناك بطائرة الهليكوبتر حيث لا تستغرق أكثر من نصف ساعة، فتتحادثان ثم تعود، فوقف الرئيس شمعون وقال لخدام: كم الساعة الآن؟ فأجابه: 11،45 فقال الرئيس شمعون: موعدي مع سيادته هنا وليس في اللاذقية، فإمّا نلتقي هنا وإلا انا اعتذر ومضطرّ للعودة إلى بيروت، فتهامس خدام مع الضابط الذي غادر، فعاد الرئيس شمعون وجلس واستكمل الحديث مع خدام.

 

وعند الساعة 12،20 عاد الضابط وهمس في أذن خدام الذي وقف ومد يده وبسطها وقال: تفضل فخامة الرئيس سيادته في انتظارك، وعند الساعة 12،30 وصل الرئيس شمعون الى قصر المهاجرين، حيث أقام الرئيس الأسد استقبالا رئاسيا، أجريت بعده جلسة محادثات شارك فيها داني شمعون واستكملت بغداء رسمي. وعند الرابعة عصرا توجّه موكب الرئيس شمعون باتجاه بيروت. 

 

 

 

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. بس على شو اتفقو؟ يا ريت بتكمل مقالتك استاذنا الكريم.