الجامع الحميدي في الميناء

د. جان توما

يقع المسجد في سوق الإسلام، وهو السوق الاقتصادي الأساسي في مدينة الميناء. بُني هذا الجامع عام ١٣٠٢ هجرية/ ١٨٨٤ ميلادية، على أنقاض أول مدرسة رسمية انشأها الأتراك العثمانيون في الأسكلة، ( الميناء حاليا)، واهتم بها والي دمشق يومها الوزير التركي مدحت باشا (١٨٢٢-١٨٨٤م) حين زار الأسكلة، وقد انتسب إليها عدد من الطلاب، لكن بعد مدة قصيرة أقفلت أبواب هذه المدرسة .

عرف المسجد بالحميدي نسبة للسلطان عبدالحميد الثاني (1942-1919م.)، حيث بني الجامع بمناسبة مرور 25 عامًا على جلوسه في كرسي السلطنة العثمانية.

هذا ويصعد الى بيت الصلاة بالدّرج، ويقوم سقفه على اسطوانين يرتكزان على عضاضات ضخمة تقوم على جانبي بيت الصلاة المستطيل الشكل، وقد صنع محرابه الخشبي في سنة 1312 هـ. كما جرى توسيع بيت الصلاة في وقت لاحق. وتختلف مئذنة هذا الجامع عن بقية مآذن مساجد الميناء بأنّها مستديرة الشّكل.

هذا وقد أشرف على ترميمه أوّل رئيس بلدية للميناء الحاج إبراهيم علم الدين عام١٩٠٢م. كما قام عبد الستار علم الدين( ١٨٥٠-١٩٦٢م.) بترميم المئذنة في خمسينيات القرن الماضي.