من خواطر الحجر

Views: 359

د. يوسف عيد

الصبر خبز الحياة .هذه التسمية اختصها يسوع بنفسه،وهو وحده تخيّرها. أستعيرها في محجري وأنا في حديقة منزلي القروي ، أتنعم بالصبر وأرضى بمصلوبية الحياة المفروضة غير الافتراضية . يسوع طُحنت عظامه، وتصفى دمه ليصبح خبزا للحياة الابدية ،  ونحن قد طحنت أحلامنا ، وارهقت دماء أفكارنا ، وذبحت آمالنا ،ليتحوّل ذلك الى خبز حياتنا اليومية ، بالصبر نقضي محكوميتنا ،ونتقبّل مصلوبيتنا.

   فالانسان بعد بطره وكفره بكل الفضائل والمزايا الاخلاقية . لا مال يرضيه،ولا سلطان يهديه، ولاطمع يقيه،ولا سعادة تكفيه ،افتكر أنه الله وخلع عنه الضعف الانساني ولبس جبروت الاساطير فلا الارض باتت تسعه ولا البحار ولا السماوات ،تجبّر تكبّر، وعلى قدرة القدير تفاخر ، فأتت جرثومة لعينة لا ترى بالعين ولا بالظن ، لتعيده الى حجمه الانساني الى ترابته الوضيعة الى نفسه القابعة في أحشائه لتفهمه أنه من جبلة الرب وما من جبلة تعظم على جابلها. شكرا ايتها اللعينة غير المنظورة لانك أعدت الانسان الى سر المحبة المليئة بالنعمة بخبز الحياة ،على رجاءٍ أن نستحق الغفران بعد هذه التوبة لننال الحياة الجديدة.فيا خبز الحياةوقوت الارواح ارحم الانسان وقصّر مصلوبيته ليمنح القيامة المجيدة برحمتك. آمين

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *