أيّهما عاشق: جسدك أم البحر؟

Views: 689

سهيل مطر

 

… وأغار

أغار من البحر،

يضمّك، يغمرك، يغتسل بك،

يهمس، يتسلل،

يُسرعُ هنا، يتهادى هناك،

وتضحكين له،

وتهمسين: لا أحبُّكَ…

لا تصدّقها، يا بحر، يا كبير،

واغفر لها غنجًا،

هو، بعض الجمال على شفتيها.

***

… وتسقطين في الماء،

يتوجّع خصرُ الماء،

يختلس منك حلاوة،

يتكبّر…

ويبقى الماءُ صغيرًا

إنه القميص الذي يتحلّى بكِ

وأهتفُ:

يا بحر، يا رجل، يا عظيم،

كم أكرهُك…

***

… وتسقط الشمس،

تتمرّى بك،

وينفجر خجلُ الشمس،

تنسحبُ وراء غيمةٍ رمادية،

وتبكي…

***

لا تنتحري، يا شمس،

غدًا،

استرقي النظر إليها،

ولملمي عن أطراف جلدها

بعضَ ما ينقصكِ من حلاوة،

وما همّ إن كنتِ خادمة لحبيبتي.

***

… وتنظر إليك أعينُ النساء،

في كل عين نجمة مذعورة

بعدكِ، يا حلوة،

تحوّلت النساء إلى دموع،

وتحوّل حبيبُك إلى جبل من الكبرياء.

***

… وأضمّك إلى صدري

أحسّكِ أيقونتي،

أحسُّ في قبلة لكِ

على زندي

كلّ براءات العالم،

وأتمنى لو يتصنّم الزمن…

***

… وتنظر إليكِ حبّات الرمل،

تتسابق لتلمسَ قدميكِ،

أقول لحبّات الرمل:

لأنكنّ مؤمنات بجمال حبيبتي،

غدًا، تتعرّى أجسادكنّ من لونها الرمادي

لتلبس لونَ الجنائنِ الخضراء

***

… وأتطلّع إليك،

أصادفُ عينيك،

وأغرق

أغرق

أغرق، تعرّي يا حبيبتي

والمسي بإصبعك البحر.

من جديد، عصا موسى

يشقّ البحر.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *