أيّهما عاشق: جسدك أم البحر؟
سهيل مطر
… وأغار
أغار من البحر،
يضمّك، يغمرك، يغتسل بك،
يهمس، يتسلل،
يُسرعُ هنا، يتهادى هناك،
وتضحكين له،
وتهمسين: لا أحبُّكَ…
لا تصدّقها، يا بحر، يا كبير،
واغفر لها غنجًا،
هو، بعض الجمال على شفتيها.
***
… وتسقطين في الماء،
يتوجّع خصرُ الماء،
يختلس منك حلاوة،
يتكبّر…
ويبقى الماءُ صغيرًا
إنه القميص الذي يتحلّى بكِ
وأهتفُ:
يا بحر، يا رجل، يا عظيم،
كم أكرهُك…
***
… وتسقط الشمس،
تتمرّى بك،
وينفجر خجلُ الشمس،
تنسحبُ وراء غيمةٍ رمادية،
وتبكي…
***
لا تنتحري، يا شمس،
غدًا،
استرقي النظر إليها،
ولملمي عن أطراف جلدها
بعضَ ما ينقصكِ من حلاوة،
وما همّ إن كنتِ خادمة لحبيبتي.
***
… وتنظر إليك أعينُ النساء،
في كل عين نجمة مذعورة
بعدكِ، يا حلوة،
تحوّلت النساء إلى دموع،
وتحوّل حبيبُك إلى جبل من الكبرياء.
***
… وأضمّك إلى صدري
أحسّكِ أيقونتي،
أحسُّ في قبلة لكِ
على زندي
كلّ براءات العالم،
وأتمنى لو يتصنّم الزمن…
***
… وتنظر إليكِ حبّات الرمل،
تتسابق لتلمسَ قدميكِ،
أقول لحبّات الرمل:
لأنكنّ مؤمنات بجمال حبيبتي،
غدًا، تتعرّى أجسادكنّ من لونها الرمادي
لتلبس لونَ الجنائنِ الخضراء
***
… وأتطلّع إليك،
أصادفُ عينيك،
وأغرق
أغرق
أغرق، تعرّي يا حبيبتي
والمسي بإصبعك البحر.
من جديد، عصا موسى
يشقّ البحر.