نبحث عن وطن

Views: 645

جوزف أبي ضاهر

مهجّرون في بيوتنا، ولم نهاجر.

كلّ صباح ننظر إلى العَلَم ممزّقًا، مرفوعًا فوق حطامٍ، ملوّحًا للريح… لتعصف لتصرخ: «فلّوا».

صار في كلّ بيت دويلة… في كلّ حيّ دويلة، وفي كلّ زاروب… دويلات.

لكلّ جماعة وفئة ولكلّ سمسار وتاجر فاسد ومرتشٍ دويلة.

لكلّ جماعة وزعامة وقبيلة واقطاعيّة دويلة…

فقط هم بحاجة إلى «مرجعيّة» لينضووا تحت لوائها صوريًّا، ولو متفرّقين.

… وينقصنا نحن تأمين «الناولون» للبحث في بلاد الله الواسعة عن وطن من دون «زعماء».

 

الرقابة موجودة

نحن في زمن الكآبة، تتسرّب الابتسامة خفية إلى الشفتين المشققتين، لكثرةِ ما لحسهما اللسان لترطيب مسامهما من جفاف هواء الإباء المشحون بالغضب من كلّ شيء… من الحزن على كلّ شيء… والنفور من كلّ شيء، والسعي إلى كلّ شيء.

كلمة «كلّ» لا نلمح صورة لها. هربت قبل أن يهرب الدولار ممن يلبسون ثيابًا جيوبها تحاذر صيبة عين، وصيبة يد صرّاف يلعب بـ«البيضة والحجر».

المهم: الرقابة موجودة.

 

هو الشرق

الشرق على كفِّ عفريت اختصر بذاته الآلاف من الأولاد والأحفاد والأصهرة، وأولاد العم والخالة والخال والجيران… 

إذا بقيت اللائحة ناقصة؟

­  يضيف إليها من يصفّق للجالس فوق منكبي العمر… حتّى الرمق الأخير.

 

المنحوس منحوس

هو حظنا في الشرق كلّه، بل قدرنا أن نحني الرأس أمام المتسلّط والجاهل والغبي والسارق – الشاطر الذي تُحسب له بالكَمّ المناصب والمسؤوليات.

… والجمهور؟ كراسيه ستظلّ فارغة حتّى في الاحتفال بجنازات الذين تعبوا من التصفيق فسقطوا داخل أجسادهم.

بقي التراب لهم. أليسوا منه، وإليه يعودون؟ 

يعودون بكبسة زرّ «الريموت كونترول» في يد مالك لن يضطر للنهوض من مكانه… 

­ انتبهوا… سيقع!

 

[email protected]

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *