الحجر القمري

Views: 8

د. جان توما

تفتّقت عبقريّة أحد العاملين في اكتشاف الفضاء الخارجي من وراء عدسة تلسكوبه، إلى وضع خارطة للنّجوم المتناثرة عارضًا على من يهمّه الأمر شراء نجم أو شهاب، وأن يطلق عليه اسم حبيبته أو اسمًا يعني له الكثير.

كثيرون اهتموا بالموضوع، فزاروا موقع تلسكوبه، عاينوا موقع النجم وما تيسّر لهم معلومات عن حجمه، وحدّدوه على الخارطة، وأخذوا نسخة من الخارطة ووثيقة إثبات بالاسم.

هذا من باب الرؤية بعدسة إلكترونية، فماذا عن الحجارة والأتربة التي حملها الروّاد من القمر إلى الأرض من باب الرؤية بعدسة العين؟

فيما يوحي النجم البرّاق من بعيد بألف حلم وحلم خاصة إذا كان يحمل اسم حبيب أو عزيز، فماذا يحمل لمس حجر من أرض القمر؟ ذاك الذي غسل أجدادنا بأشعته ( المستعارة) عيونهم في ليالي السمر، ورافق وحدتنا في وحدته، فكان تعزيّة لمن نرسل له السلام في ليالي الأرق  ليصل إليه ” مع الطير الطاير”.

هل يختلف هذا الحجر القمري عن حجارة الأرض؟ هل هو الحجر نفسه الذي قذفه الإنسان البدائي، كما يرميه على ثمر الشجر، علّه يصيب القرص المضيء ليُسقطَه؟!

أن يلمس المرء الحجر القمري في مركز القيادة في “هيوستون”، لا يعني أنّ الإنسان نال كوكب القمر أو سيطر على الفضاء، وأن تشتري نجمًا على الورق لا يعني أنّك امتلكت الكون بل كما قال نيل ارمسترونغ (١٩٣٠-٢٠١٢)، أوّل إنسان مشى على سطح القمر:  “خطوة صغيرة لإنسان، وثبة عملاقة للبشرية”.

(thisnation)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *