القصيفي في تكريم رئيسة تحرير صحيفة آرارات آني صرافيان:قامة نعتز بها

Views: 839

كرمت نقابة معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان رئيسة تحرير صحيفة “آرارات” الصحافية آني صرافيان، في احتفال في مقر نقابة المحررين في الحازمية، برعاية نقيب المحررين جوزف القصيفي، في حضور أصحاب الدعوة تقدمهم الوزير السابق الدكتور ريشار قيومجيان، رئيس حزب الهنشاك النائب السابق سيبوه قالباكيان، النقيب بوخوص كورديان، وعدد من ممثلي الأحزاب والهيئات الروحية والإجتماعية والثقافية والفكرية الأرمنية.

القصيفي

بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني وبكلمة ترحيب لكارمن ليبكي، ثم ألقى صاحب الرعاية النقيب القصيفي كلمة رحب فيها بالمشاركين في إحتفال التكريم في نقابة المحررين، وقال: “أرمينيا لم تمت، لم تسقطها المذابح التي أدمت الضمير الانساني، ولوثته بجائحة المصالح التي لا تقيم وزنا للشعوب وحقها في الحياة. أرمينيا لم تمت. لأن شعبها حي يصنع أقداره ولا يستسلم أبدا… وقد إنتصر الدم على السيف بارادة الحياة التي لازمت الارمن منذ نزوحهم المأسوي من مساقطهم بفعل العنف الأعمى الذي قضي على ما يربو عن المليون ونصف المليون شهيد في ليلة أفل عنها الضمير، وسادت فيها روح الشر والانتقام. إنتصر الشعب الارمني لقضيته بحفاظه على لغته، وتراثه، وتقاليده وثقافة عيشه. حافظ بالقلم، والازميل، والريشة، والحرفة، وكان دعامة رئيسة للمجتمعات المضيفة التي فتحت له القلب قبل الباب، ولم يكن عالة عليها.
هو رفض الصدقة، ومنطق الاعاشة والاستعطاء. أصر على إمتلاك ادوات الانتاج، لاعادة بناء كينونته، وتثبيت دوره، وتأكيد حضوره من خلال حرف يجيدها. أدهش العالم بقدرته على النهوض، وبناء الذات. وفي لبنان وسوريا، وسواهما من بلدان الجوار، أعاد صوغ قدراته، وبات رقما صعبا في منظومة اقتصادها الوطني”.

وأضاف: “الليلة تكرم “نقابة معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان” برئاسة الصديق بوغوص كورديان، السيدة آني صرافيان، وهي من سلالة هؤلاء الأبطال الذين استنبتوا من الموت حياة، واستولدوا من الظلمة نورا، وكتبوا مستقيما على خطوط متعرجة. وهي حافظت على الامانة، والتزمت خدمة قضيتها بالكلمة الحق، وحق الكلمة، صحافية في جريدة “آرارات” اليومية السياسية التي تصدر باللغة الارمنية، اقول الناطقة باللغة الارمنية، لانها لبنانية أولا في مضمونها، تواكب هموم الوطن بكل تشعباتها وتعقيداتها. الأرمن أوفياء للبنان ولقضاياه. ورجالاتهم في كل مجال، كانوا منارات مشعة تضيء وتهدي. ومبدعوهم كانوا وما زالوا علامات فارقة على جبين الوطن”.

وتابع: آني صرافيان المنتمية الى نقابة محرري الصحافة اللبنانية، قامة نعتز بها، ونشمخ، لأنها سخرت وتسخر مواهبها في سبيل الوطن الذي أبصرها النور، وقضيتها الأم التي تمثل وجعا مقيما، ضاغطا على ضمير الإنسانية، ما دام هناك من ينكر حصول الفظائع التي طاولت شعبا بأسره. كاتبة من الطراز الرفيع، متعددة اللغة طاقة كبيرة، أفق واسع، قلم رشيق، وحضور آسر”.

وختم: “إنك – يا زميلتي – تستحقين هذا التكريم، وهذه الدرع المميزة، وأكثر، تقدمه اليك نقابة أثر عنها الوقوف الى جانب المبدعين، ودعمها لهم، والإضاءة على عطاءاتهم المبرورة. فألف مبروك. وإلى نجاحات مؤزرة تسجلينها، يوما بعد يوم، على دروب الكلمة التي هي البدء والمبتدأ في ابجدية الخلق”.

كورديان

ثم ألقى النقيب كورديان كلمة شكر فيها نقابة المحررين على استضافتها الإحتفال، وقال: “إن نقابة المحررين هي منبر للتعبير عن أفكار وأراء اللبنانيين بحرية.
ولقاؤنا اليوم في رحابها هو لتكريم جريدة أرارات عبر تكريم رئيسة تحريرها وأسرتها. وهذه الجريدة بفضل القيمين عليها والعاملين في ظل التواصل قائما بين الأرمن المقيمين في لبنان والمنتشرين في كل العالم.
وتكريمنا للسيدة آني صرافيان المناضلة المخلصة للغتنا هو تكريم لكل أمين على تراثنا وتاريخنا. ولهذا، قررت النقابة تقديم الدرع الماسية اليها عربون شكر لما قامت وتقوم به من أجل قضايا الإنسان وللثقافة الأرمنية”.

المحتفى بها

ثم ألقت المحتفى بها صرافيان كلمة شكرت فيها نقابة المحررين التي تنتمي إليها بشخص نقيبها جوزف القصيفي ونقابة معلمي صناعة الذهب والمجوهرات بشخص نقيبها السيد بوخوص كورديان، وقالت: “في هذه المناسبة العزيزة على قلبي، أريد التعبير عن إمتناني وحبي لوطني لبنان، وطن الديموقراطية وحرية التعبير. أريد التعبير عن حبي لوطن الأرز الذي يحتضن كل أبنائه بمن فيهم أبناؤه من الطائفة الأرمنية الذين أعطاهم حقوقهم كاملة واعتبرهم أبناءه”.

وتحدثت عن جريدة “آرارات” التي انطلقت عام 1937 وما زالت مستمرة في رسالتها على رغم كل التحديات والصعوبات الإقتصادية والإجتماعية والأمنية التي تواجهها.

وشكرت “حزب الهنشاك الإشتراكي الديموقراطي الذي إهتم منذ اليوم الأول لصدور الجريدة وما زال يهتم بكل حاجاتها الإدارية”.
وقالت: “سنتابع رسالتنا في لبنان وفي الطائفة الأرمنية مع كل مندوبينا ومراسلينا في دول عدة لنستمر في رسالتنا مواكبين التطور التكنولوجي عبر موقعنا الإلكتروني الذي يوصل فكرنا الحر وكلمتنا الحرة إلى العالم بأسره. وفي هذه المناسبة العزيزة، أعلن لكم أن جريدة “آرارات” باتت اليوم في أيدي شيوخ الأرمن وشبانها وشاباتهم. وسنكمل على هذا الدرب بإذن الله”.

قيومجيان

وبعدما تسلمت المحتفى بها الدرع الماسية لنقابة معلمي الذهب والمجوهرات من النقيبين القصيفي وكورديان، ألقى الوزير السابق قيومجيان كلمة جاء فيها:

“لقاؤنا في نقابة المحررين وفي حضرة النقيب جوزف القصيفي، له معان عديدة وكبيرة. له معنى كبير لحرية الصحافة التي يجسدها النقيب القصيفي منذ عقود إلتقينا معه فيها على حرية لبنان وكرامته وسيادته. وهناك ،ربما، لم يعرف إن النقيب القصيفي، هو من المناضلين القدامى الذين دافعوا عن لبنان وعن الحرية فيه. ومن الطبيعي أن يتوج مسيرته النضالية بالتربع على رأس نقابة محرري الصحافة التي تدافع عن الحريات العامة وحرية الكلمة وحرية التعبير والفكر الحر. فألف تحية لك نقيب.

وأضاف: “لبنان والأرمن والحرية يختصرون معنى وجود هذا الوطن. نحن لم نأت إلى لبنان صدفة. جئنا إلى لبنان وبقينا فيه لأنه بلد الحريات وواحة حرية. في لبنان أعدنا بناء كنائسنا ومدارسنا وجامعتنا. الأرمن موجودون في كثير من دول العالم وفي الشرق الأوسط، لكن البطريركيات في لبنان، لأنه الضامن والحامي لحريتنا ولوجودنا والحامي لإيماننا بالله. وجودنا في لبنان ليس صدفة”.

وقال: “يبقى لي أن أتحدث عن جريدة “آرارات” وعن المحتفى بها آني. دور جريدة “آرارات” وحزب الهنشاك كذلك ليس صدفة. الأرمن إنتقلوا إلى لبنان مع كنائسهم وأحزابهم وتراثهم ولغتهم ومع كل إرثهم الثقافي”.

ولفت الى ان “هناك من حاول القضاء على الشعب الأرمني وإبداته ولكن نحن مثل طائر الفينيق ومثل لبنان نقوم دائما من تحت الركام والردم، وقمنا وتابعنا مسيرتنا الإيمانية والثقافية والحضارية. طبعا، حزب الهنشاك أدى دورا كبيرا ومعه جريدة “آرارات” للمحافظة على هذا التراث واللغة وللمحافظة على الحضارة والفكر الأرمني في كل أبعاده.

وأضاف: “تكريم آني تكريم مستحق لمن عبرت بصدق عن الوفاء للأرمن وللبنان. جريدة “آرارات” هي باللغة الأرمنية ولكنها تنبض عرقا ودماء لبنانيا ومن أجل الدفاع عن لبنان وقضاياه. من الطبيعي أن تكون للأرمن جريدة باللغة الأرمنية، كما هناك صحف بالفرنسية والإنكليزية. جريدة باللغة الأرمنية هي للدفاع عن القيم وعن التراث والفكر والثقافة الأرمنية، كي لا يعيش الأرمن، بيولوجيا فقط على هذه الأرض. رسالتنا هي جزء من رسالة لبنان. وكما قال يوما المغفور له الكاثوليكوس كراكين الثاني، أن الأرمن لم يساهموا في بناء لبنان، بل هم جزء أساسي من الذين بنوا لبنان”.

وختم: “شكرا لك آني على كل جهد تقومين به، ليس فقط في الصحافة، بل في الثقافة والكتابة والشعر ونحن نفتخر بك والطائفة الأرمنية في لبنان وفي الإغتراب تنظر بإعجاب إلى كل الجهود التي تقومين بها من الأرمن ومن أجل لبنان وإلى المزيد والنجاحات والتألق.  مرة جديدة أشكر النقيب القصيفي على إصراره أن تستضيف النقابة تكريم صحافية تفتخر بالإنتماء إلى هذه النقابة حيث الحرية والنضال من أجل حرية الكلمة وحرية لبنان”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *