بلا حياة
غاده رسلان الشعراني
موجٌ صاخبٌ تُغنيهِ مُلوحَتي
يستطيبُ التَّلامسَ والشَّواطئ
يتوقُ لرحلَتِهِ اللامكتملة
فَينأى بذاتِهِ وحيداً يلاطمُ وجهَ الأرضِ
هذا الذي كنتُ فيه ولمْ أكنْ
هذا الذي اختطفَ لمعةَ المآقي
ونَذَرَ روحَهُ للريحِ …
شِراعُهُ اللامتهادي
ونبضُهُ الباردُ المتباطئ
ينثرُ وجعي كَنَسَماتِ المساءِ.
يلفحُ نجومَ السَّماء.
قمري حزينٌ ينفثُ زفراتِهِ
يتهاوى بلا انتماء.
يضئُ بوجهِهِ المتجعِّدِ
يبتسمُ
يتراقصُ
يتهادى
يتماهى
ويغيبُ بي
هناكَ حيثُ اللاشئ
حيثُ النَّغمةُ المنتحرةُ قبلَ إصداراتِ الوتر
حيثُ الأنفاسُ المخنوقةُ قبلَ شهيقِ العمر
نافذٌ ياألمَ البعيدِ
تتمطَّى كتثاؤباتِ الغُفَّلِ…
وصرحُ الانتظاراتِ البائسةِ
كَسُخرياتِ الرُّحَّلِ…
تَجعلُني في سؤالاتٍ بلا انتهاء.
كَحديثٍ باهتِ اللَّفظِ
تُبقِي الزَّمنَ الآتي بلا حياةٍ
وبلا ارتواء.
