أغنية “ليا وليا”… قصة الحب والثورة

Views: 26

 سليمان بختي

تعود قصة أغنية “ليا وليا” إلى أكثر من مصدر فقد عرفت هذه الأغنية في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن. وفي مصدرها اللبناني هي قصة شاب أحب فتاة من البدو اسمها ليلى. هذا الحب لم يكتمل ومنعت ليلى من الحديث إلى هذا الشاب أو حتى النظر إليه والسلام عليه. وبعد فترة شد أهل ليلى البدوية الرحيل إلى مكان آخر. (https://safeanimalshelter.com/) أما الشاب فانكسر قلبه، وراح يدندن الكلام: “ليا وليا يا بنيه/ يا ليلى البدوية/ ليلى حرقتي قلبي/ ردي السلام عليا“، أما كلمة “ليا وليا” فهي تعني على الأرجح “إلي إلي” أي عودي او إنك لي.

 أما الباحث الفلسطيني عمر سرحان فقد قدم قصة مختلفة في “المؤتمر الثاني للثقافة الشعبية العربية واللبنانية”. ومفادها أن الأغنية لها علاقة بمعارك “ليا بلعا” حيث كان الثوار ينسحبون نحو الجبال والاحراج ولا يستطيع الإنكليز ملاحقتهم لأنها اماكن مقفرة سوى من قبائل متفرقة، ولكن النساء هناك كن يساعدن الثوار ويزودنهم بالطعام والماء ويغنين لهم لتشجيعهم.

ويميل الباحثون إلى مزج هذه الأغنية من حيث المعاني وليس الشكل الموسيقي مع اغنية “هلا لا ليا” التي غنتها فيروز في أسطوانة “اغاني من الماضي”، ولكن الاختلاف يكمن في العجز “عيني يا موليا” المنحوتة من كلمة موال ومواليا  والتي تعود برأي الباحث مروان ابو نصر الدين إلى العهد العباسي وحكاية جواري البادية وشعرهن إلى مواويلهن.

ولكن النص المرهف الذي أعده الأخوان رحباني أضاف رقة وعذوبة إلى الأغنية: هلالاليا وهلالاليا/ عيني يا موليا/  طاب الهوى يا حلو/  ع مهلك شوية/  لقصد ربوع الوليف واسأل على جارو/  قللو هواك اللطيف/ وميت لنا زرارو/  طل النسيم الخفيف/  من صوب أزهارو/  بيشرح هواه الظريف/ على مكاسرالميا/ .

وغنتها أيضاً المطربة الفلسطينية الراحلة ريم البنا، وفي الكلمات قصة طريفة. والبنت قالت لإمها يما ظلمتيني/ اول عريس إن إجا لعيش ما اعطيتيني/  تاني عريس إن إجا دينه على ديني/ ثالث عريس إن إجا لرحلووحديا/ من هوني لباب الدير/ والسر اللي بينا/ شو وصلو للغير/ والبنت قالت لإمها يومها بدي مية/ عشرين يزقوالحطب/ عشرين المية/ وعشرين يدقوالكحل لسود عينيا.

أما أغنية “ليا وليا” فقد غنتها صباح بأسطوانة “أهلا بهالطلة أهلا” والكلمات تقول بعد المطلع :”محبوبك رق لحالو/  انت مالوورسمالو/  أمك وابوك قالوا/ حرمتك عز عليي/ أنت شقيقة روحي/ وانت بلسم لجروحي/ كأنك معي بتروحي/ بخبيك برمش عينييّ/ من المستحيل يا عمري/ تروحي من بين إيديا/ ليا وليا يا بنية/ يا ليلى البدوية/  ليلى حرقتي قلبي/ ردي السلام عليّا”.

ريم البنا

 

 كما غنتها المطربة محبوبة جبور بكلام مختلف.

 “من طول غيابك عني/ قلبي العنّي بالعنّي/ مين اللي أخدك مني/ ما كنت تقول خطيّا/ مين فكر راح تنساني/ يللي كنت تهواني/ وغيرك مني ولهاني/  وبريدك ترجع ليا/”.

 وكتب الشاعر بطرس سلهب: “ليا وليا يا بنية/ انتي شمعة مضوية/ إنتي روحي وآمالي/ انتي البتضوي عليا” وختم: “يمّ الغرة المشقرة/  ولون شفافك محمرة/  مرّي من حدي مرة/ تاشوفك في عينيي”.

والمطلع في هذه الأغنية بيتان ينتهيان بحرف “يا”. اما وزنها فهو مجزوء بحر الرجز.

ومثل كل أغاني الحب والثورة في تراثنا فإنها تعيش في ذاكرة الناس ولو تغيّرت الكلمات وتداولتها الأصوات الصادحة و الأجيال المختلفة.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *