القدس في رحلة الشّيخ عبد الغنيّ النّابلسيّ الموسومة بـ “الحضرة الأنسيّة في الرّحلة القدسيّة”

Views: 542

أ.د. محمد العويسات

 

هذه دراسة بعنوان “القدس في رحلة الشيخ عبد الغني النابلسي” الموسومة بـ “الحضرة الأنسيّة في الرحلة القدسيّة”، التي قام بها لفلسطين في مطلع القرن الحادي عشر الهجري الموافق لأواخر القرن السابع عشر الميلادي، والتي استغرقت خمسة وأربعين يومًا، ابتدأها من دمشق متوجّها إلى بيت المقدس، ومنها إلى الخليل، وتستهدف الدراسة توثيق صورة عمرانّية حضاريّة للقدس في زمن الدولة العثمانيّة.

 

 القسم الثاني 

القدس في كتاب الرّحلة :

أوّلاً: مقابلة القدس بمكّة وجعل زيارتها الحجّ الأصغر، وعدّ زيارتها مبشّرًا بالحجّ الأكبر، يقول: “وقابلنا القدس الشّريف بمكّة المحروسة، لاشتمال القدس على الصّخرة الشّريفة التي كانت قبلة، واشتمال مكّة على الكعبة التي هي الآن قبلة، واشتمال القدس على جبل الطّور المطلّ على هاتيك الأماكن الأنسيّة، وقابلنا مزار السيّد موسى عليه السّلام وما حوله من تلك الأماكن بوادي منى؛ لأنّ كلّ واحد منهما يصير مسكونًا في زمن الزوّار، لا في غيره، وقابلنا بلاد الخليل عليه السّلام بجبل عرفات، فإنّ زيارة بيت المقدس لا تتمّ إلا بزيارة الخليل، كذلك لا يصحّ الحجّ إلا بالذّهاب إلى جبل عرفات الذي قدره جليل، فكأنّ زيارتنا هذه إلى بيت المقدس هي الحجّ الأصغر.( النابلسي،1990: 120) وينظم في هذا مقطوعة شعريّة من أحد عشر بيتًا، منها:    

 “وحكـت مكّةَ الشّريفةَ قدسٌ/في سنى مسجد وقدر منيف/صخرة مثل كعبة هي فيها/قبـلة قـبل محـكـم التصريف/ثمّ قسنا أبا قــبيس بطود طلّ/بالقرب في الشّتا والمصيف”.ويقول في آخرها: (االنابلسي، 1990: 21): “إنّ هذا الحجّ الصغير ونرجو/بعده حجّنا بلا تسـويف”

 

ثانيًا: البحث في أسماء القدس، يتناول النابلسي أسماء بيت المقدس، ويعدّ كثرة الأسماء دالّة على شرف المسمّى، ويضبطها لغويّا ويرجع إلى بعض معاجم اللغة مثل المصباح المنير،  منها: القدس، وبيت المقدس، والأرض المقدسة، والمسجد الأقصى، يقول في تسمية القدس: ”  القُدْس بضم القاف وسكون الدال المهملة، وبالسين المهملة، وهو الطّهارة والبركة، والقدس اسم ومصدر في معنى الطهارة والتطهير، ومنها بيتُ القُدس بضم الدال المهملة وسكونها لغتان، قال في المصباح المنير: القُدُس بضمتين وإسكات الثاني تخفيف هو الطُّهر، والأرض المقدسة المطهرة، وبيت المقدس منها معروف، وتقدّس الله تنزّه، وهو القُدوس، ومنها بيت المقدس بفتح الميم وسكون القاف، أي المكان المطهّر من الذنوب، ومعنى بيت المقدس المكان الذي يتطهّر فيه من الذنوب، ويقال المرتفع المنزّه عن الشّرك، ومنها البيت المقَدّس بضم الميم وفتح الدال المهملة مشدّدة، أي المطهّر، وتطهيره إخلاؤه من الأصنام، ومنها بيت المقدّس بالإضافة مع تشديد الدال المهملة، مفتوحة ومكسورة، على معنى بيت الله المنزّه عمّا لا يليق بجلاله، أو بيت الله المطهِر لغيره من الذنوب” ( النابلسي، 1990: 22).  ويتعرّض لأسمائها بالعبرانيّة والتي منها إيلياء، ويروي من الأثر كراهة أن تسمى بهذا الاسم، ومنه (شلِّم) ومنه أشليم، وبيت إيل وصهيون، ومصروث، وبابوش، وآريل ، وغيرها، ويتطرق إلى السرّ في تسمية المسجد بالمسجد الأقصى. ( ينظر: النابلسي،1990: 22ـ24) 

ثالثاً: حدود بيت المقدس، يضع النابلسيّ حدودًا جغرافيّة لبيت المقدس، بحسب التقسيم الإداري الذي يسمح للقضاة في القدس الحكمُ فيه، معتمدًا كتاب (أنس الجليل في تاريخ القدس والخليل) لابن رجب الحنبليّ، فمن القبلة قرية سعير التي هي من أعمال الخليل، ومن الشرق نهر الأردن المسمّى بالشريعة وبهذا تكون أريحا من القدس، ومن الشمال قرية سنجل وعزّون وهما من أعمال القدس وتفصلانها عن نابلس، ومن الغرب بيت نوبة وهي من أعمال القدس وتفصلها عن الرملة ومّا يلي مدينة غزّة قرية عجور وهي من أعمال غزّة. (ينظر: النابلسي، 1990 :24)

 

رابعًا:  فضائل القدس، وهنا يستفيض فيها النابلسي، فلا يترك آية من كتاب الله تشير إلى الأرض المقدسة، ولا حديثاً نبويّاً ولا شيئاً من الأثر، ولا من أقوال العلماء إلا جاء على ذكره، ولا يخلو بحثه هذا من أحاديث موضوعة أو ضعيفة، من مثل: إنّ لله بابًا مفتوحًا في سماء الدنيا نحو بيت المقدس ينزل كلّ يوم منه سبعون ألف ملك يستغفرون الله لمن أتى بيت المقدس فصلّى فيه. (ينظر: النابلسي، 1990:  26) وجاء على ذكر كثير من  الكتب التي اعتمدها في فضائل بيت المقدس، منها: (إتحاف الأخصّا في فضائل المسجد الأقصى) لإبراهيم السيوطيّ، وتاريخ ابن الحنبليّ، و(باعث النّفوس إلى زيارة القدس المحروس) لابن الفركاح برهان الدين الفزاريّ، و(روض المستأنس في فضل زيارة بيت المقدس) لتاج الدين الحسينيّ الشافعيّ، ويختم حديثه بمناقشة فقهية لغوية لحديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “لا تشدّ الرّحال إلا لثلاثة مساجد…” يورد فيها أراء العلماء من مثل ابن الأثير، الذي يرى النّهي في  الحديث عن زيارة غير هذه الثلاثة لتعظيمها بالصّلاة فيها، وأنّ الحديث لا يعني النّهي عن زيارة الأنبياء والصّالحين والأولياء، يقول النابلسيّ: ” فإنّ المستثنى منه محذوف لا محالة، فإمّا أن يقدّر عامّاً… فيقدّر ما هو أكثر مناسبة، ولعلّ ذلك لا تشدّ الرّحال إلى مسجد للصلاة فيه إلا إلى ثلاثة مساجد، وبه يبطل قول من قال إنّ شدّ الرحال إلى زيارة النبيّ عليه السّلام وإلى زيارة خليل الرحمن وغيرهما من الأنبياء والصالحين حرام” (النابلسي، 1990: 36). وفي ثنايا زيارته للمسجد الأقصى يخصّه بحديث طويل في فضائله، فيذكر أحاديث رواها النسائي وابن ماجه، وأبو داود، وهناك أحاديث يذكرها عن مكحول وكعب الأحبار غير مسندة، يبدو أنّها موضوعة.( ينظر: النابلسي،1990: 104ـ 109)

خامسًا: وصف الصلاة في المسجد الأقصى، يقول:

” ولمّا سمعنا الآذان خرجنا مسرعين من ذلك المكان فنزلنا وصلّينا صلاة الظهر مع الجماعة في جامع الصخرة الشريفة التي هي بالأنوار لمّاعة، وكانت صلاتنا خلف إمام مذهبنا الإمام الحنفيّ، فإنّ عادتهم إذا فرغ المؤذنون من الأذان في الظهر والعصر، فأول ما يصلي إمام المالكيّة في جامع المغاربة، وخلفه المبلّغ له المقتدي به، وعلى الصّفّة في الخارج مبلّغ آخر مقتدٍ به، وفي صحن الصّخرة مبلّغ آخر غير مقتد به، فإذا فرغ يصلّي إمام الشافعيّة في المسجد الأقصى، وخلفه مبلّغ مقتد به، وعلى الصّفّة في الخارج مبلّغ آخر مقتد به، وفي صحن الصّخرة مبلّغ آخر غير مقتد به، فإذا فرغ صلّى إمام الحنفيّة بجامع الصّخرة، وله مبلّغ مقتد به وفي سطح الصخرة من الخارج مبلغ آخرغير مقتد به، فإذا فرغ صلّى إمام الحنابلة في المسجد الذي تحت المدرسة السلطانيّة، أمّا في المغرب والعشاء والفجر فكلّ إمام يصلّي بجماعته من غير تهيّب، وأمّا صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء فإنّها تقام في المحراب الذي على صحن الصخرة الشريفة، ويخطب الخطيب في المنبر الذي بجانب المحراب”. (النابلسي، 1990: 104)  

سادسًا: الوصف العمراني  للقدس وما تعلّق به، وكان قد وصلها في اليوم السادس عشر الثاني من رجب الحادي عشر من نيسان)

1ـ التأريخ للمزارات والأمكنة معتمداً أقوال المؤرخين ومن زاروها قبله، والترجمة لأصحابها، فمثلاً يقول في مزار الشّيخ جرّاح: ” وهذا المزار في المدرسة الجراحيّة قال الحنبليّ في تاريخه: وهي بظاهر القدس الشّريف من جهة الشّمال ولها وقف ووظائف مرتّبة، نسبتها لواقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجرّاحي أحد أمراء الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب، ووفاته في صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن بزاويته المذكورة”. (النابلسي، 1990 : 96)

 

2ـ ذكر مشايخ القدس من المتصوفة وأعيانها، منهم الشيخ أحمد بن الشيخ صلاح الدين العلميّ، وولده أبو بكر، وأخوه فخر، الشيخ محمود السّالميّ، والسّيد خليل إمام الشافعيّة في المسجد الأقصى، والإمام الأديب خطيب المسجد الأقصى محمد بن جماعة، ومنهم خطيب المسجد الأقصى محمد بن بدر الدين بن جماعة، وآخرون ( النابلسي،1990: 96 ـ 178)

3ـ وصف سور القدس، يقول: “حتى دخلنا من باب المدينة الذي يسمّى باب العمود، فإذا هو كبير عظيم واسع عال كأنّه قطعة من جلمود، وسور بيت المقدس سور جديد متين مشيد قويّ الأركان عظيم البنيان، يحيط بالبلاد كلّها وهدها وسهلها، منبيّ بالشيد والحجر المنحوت، وفي داخله جميع الأماكن والبيوت، وقد أخبرنا أنّه من بناء السّلطان الملك المظفر سليمان خان من ملوك آل عثمان، أيدهم الله ونصرهم على ممرّ الأزمان ” (النابلسي، 1990: 1990/97)

4ـ أبواب القدس: ولمدينة القدس عشرة أبواب منها هذا الباب المذكور الذي هو باب العمود وهو من جهة الشّمال، ومن هذه الجهة أيضًا باب آخر يسمّى باب الداعية المتوصّل منه إلى حارة بني زيد، وباب يسمّى باب دير السّرب، وباب السّاهرة، ومن جهة القبلة باب حارة المغاربة وباب صهيون المعروف الآن بباب داود، ومن جهة الغرب باب صغير بلصق دير الأرمن، وباب المحراب المعروف الآن بباب الخليل، وباب يعرف بباب الرحبة، ومن جهة الشرق باب الأسباط. ( النابلسي، 1990: 97)

5ـ مسجد الشيخ لولو، يقول: ” فأول ما دخلنا باب العمود فاستبقنا به من باب إلى باب ، ووجدنا مزاراً لطيفاً  له مسجد ومحراب، وفيه ضريح الشيخ لولو غازي صاحب الكرامات المشهورة والفضائل المأثورة.

6ـ أبواب المسجد الأقصى: ” وللمسجد الشريف أربعة عشر باباً منها ثلاثة مسدودة: باب التوبة، وباب الرحمة وهما بابان متّحدان في السّور الشرقي من داخل الحائط، ممّا يلي المسجد، والباب الآخر بالسّور الشّرقيّ بالقرب من البابين المذكورين من جهة القبلة، والأحد عشر باباً من جهة الغرب: باب القطّانين الذي دخلنا منه، وباب الغوانمة، وباب الناظر، وباب الحديد، وباب المتوضأ، وباب السّلسلة، وباب السكينة، وباب المغاربة ويسمّى باب النّبيّ، ومن جهة الشّمال باب الأسباط، وباب حطّة، وباب شرف الأنبياء.

7ـ مساحة المسجد: ” وذرعه كما ذكره الحنبلي في تاريخه، طولاً من حائط السور القبلي إلى صدر الرواق الشمالي ستمائة وستون ذراعاً غير عرض السّورين، وعرضاً من السّور الشّرقي إلى الرواق الغربي أربعمائة وستة أذرع غير عرض السورين على التقريب” ( النابلسي،1990: 99)

8 ـ المدرسة السّلطانيّة وهي في رواق المسجد الغربي، وقد نالت من هذا الرّحّالة قسطًا وافراً من الوصف نثرًا مسجوعًا وشعراً رائقاً، اتسم بالدّقة والتفصيل والإبداع، حتى ليخيّل للقارئ أنّه ينظر إليها شاخصة أمامه، منه قوله: ” فوجدنا ممشى صغيرًا مُبلّطًا بالرّخام، والدقيق الملوّن من الأحجار العظام، وهناك جهتان مشتملتان على بابين أحدهما على اليمين والآخر على الشمال، فالذي على الشمال يتوصّل منه إلى مطبخ وبيت طهارة وما يحتاج إليه من الأحوال، فأخذنا من ذلك الجهة اليمين فوجدنا باباً بمصراعين لطيفين …”      ( النابلسي،1990: 100)

ويقول في قصيدة بلغت ثمانية عشر بيتاً:

وسلــطانـيّة في القــدس كنا/نقـابـل فوقـها طـــــوراً بطـور/نبــيتُ برفرف عالٍ شريف/  ونصبح في ذرا أعلى القصور/ وتلك أجـلّ مدرسة تسامت/ بأنـواع المـحاسن في الظـهور/شــبابـــيكٌ كبـارٌ عاليـاتٌ/تروقُــك في المـساء والبُـكـور/مطلاّتٌ على تلك النـواحي/فجالــبةٌ لأنـــــواع السّــــرور/ بها الحـرمُ المقدّسُ قد تجّلى/ لساكنها بأنواع الحضور/ وقبّةُ صـــخرةٍ لله مــنها/ تلـوحُ رفيـعةً شـبهَ البـدور/وتبدو قبةُ الأقصى وباقي/قبـابٌ ثمّ قد حُــفّت بسـور/وإيـوانٌ  يـقابـلُه أخـــوه/على التربيعِ في شكل الصدور/وآخــر في مقابـلة  مثـال/له يــزهو بأمــثال الزهــور/وأوسـط  ذلك الإيوان فيه/بديـع النـقشّ لـمّاع النــحور/بلاطٌ كالبــــساط له امــتدادٌ/ هناك مزخرفٌ كوجوه حُـــور/لها جهة أماطت عن حـلاها/فأدهشـــت العيون بــفرط نـــور/وأسـفلَ ذاك حوضُ الماء يجري/وسيعَ الصـــدر ضــحّاكَ الثّغـــور/وجانـبه أنابيــــبٌ تحاكـــي/مراشــفَ ثــغر ربّات الخـــدور/سكـنّا  مـدّة  فــيها كـأنّا/بجنّــات النـــعـيم وبالنّـــهور/وما رأت العـيون لها نظيراً/وليـس ترى على مــرّ العصــور/مكـانٌ نـــزهةُ الدنيا وقدسٌ/شريـــفٌ وَهْو مـــن أعلى الأمور”.

 

وهي من بناء السلطان الأشرف قايتباي الشركسيّ تغمده الله برحمته ورضوانه. (النابلسي،1990: 102)

9ـ مسجد الحنابلة تحت المدرسة السلطانيّة : ” يصلّون فيه الصّلوات الخمس على حدة، وقُبالته بَحْرَة كبيرة مربّعة الشّكل، يجري إليها الماء من نوفرة في وسطها صغيرة، وبالقرب منها قبّة صغيرة، حولها أنابيب يجري فيها الماء لمن أراد الطّهارة بفتل أنابيبها، فتمسك الماء وترسله”  (النابلسي،1990: 103).

10ـ وصف الصّخرة: ” وهي صخرة طولها نحو العشرة أذرع، وعرضها نحو الخمسة أذرع، وسمكها من جهة القدم الشريف نحو الذراعين ومن الطرف الذي يقابله أقلّ من ذلك بكثير، وهناك محراب لطيف على أعمدة الرّخام، متّصل بالدّاير الخشب الذي يحيط بالصّخرة” ( النابلسي،1990: 109) ويأتي على ذكر فضائل الصخرة بروايات من الحديث والأثر، لا يخفى ما فيها من وضع، من مثل قول ينسبه للرسول صلّى الله عليه وسلّم: صخرة بيت المقدس على نخلة والنّخلة على نهر من أنهار الجنّة، وتحت النخلة آسية امرأة فرعون ومريم بنة عمران ينظمان سموط أهل الجنّة إلى يوم القيامة”. (النابلسي،1990: 112)

ويجهد النابلسي في إثبات أنّ الصخرة معلّقة في السماء، وينقل ذلك عن أبي بكر بن العربي في شرحه للموطّأ حيث يقول: صخرة بيت المقدس من عجايب الله تعالى، فإنّها صخرة شعثاء في وسط المسجد الأقصى قد انقطعت من كلّ جهة، لا يمسكها إلا الذي يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وفي أعلاها من جهة الجنوب قدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،… يقول النابلسيّ إذ لم يجدها معلقة كما وصفها أبو بكر بن العربي: قلت والظاهر والله أعلم، أنّ هذا البناء المبنيّ الآن حول الصّخرة إنّما بناه الإفرنج لمّا استولوا على بيت المقدس لئلا يبقى هذا الأمر العظيم الذي فيه ظهور شأن الإسلام” (النابلسي،1990: 115) … ويحاول أن يدلّل على ذلك بالتتبع التّاريخي لزيارة ابن العربيّ للقدس واستيلاء الصليبيين عليها، يقول: ” وأخذ الفرنج لبيت المقدس الأخذ الأول كان في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بعد دخول ابن العربي إلى القدس بسبع سنين، فيحتمل أن يكونوا هم الذين بنوا هذا البنيان حول الصخرة وأخفوا هذه الآية…” (النابلسي،1990: 115)…

(يتبع)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *