كلمة لا مرآة ظلال
جوزف أبي ضاهر
كلمةٌ: جسرٌ بين ضفّتين، بين عالمين.
شمسٌ فوق جسر، لا مرآة تهرب الظلال منها، لتحتمي بجسد يلتفّ بعباءة الحياة.
كلمةٌ: اختزانٌ لذاتٍ في ثيابٍ قديمة وجديدة، تتحوّل شارات، ونظرات تحمل عذابات وأفراحًا وقلقًا، وبطاقة سفر تعبر بها، وتؤسّس للكتابة.
***
في الأمس اصطدتُ بكلمةً، كانت تطير بلا جناحين، سجنتها في قفص من ورق، أزهر الورق، صار القفص قصيدة، والقصيدة امرأة بجانحين وشفتين.
***
الكلمةُ في جسد اللغة غواية.
الحوار معها يُدخلها إلى العقل، أو إلى المسام.
لا فرق؟.. ربّما.
***
جسدُ اللغة، كما جسد المرأة، يتعب ولا يستريح.
يتجدّد، وقد يشيخ ويتعب.
لا بدّ من ولادات جديدة، من بدايات جديدة.
***
خارج مدنِ الكلام، لا حاجة إلى ورقٍ تولد فوقهُ الروايات، والأبطال والقصائد.
***
الصمت مهابة أمام الأوراق البيض.
لا أعرف كيف تتحوّل الأوراق، بين لحظة وأختها، إلى بيادر كلام؟
***
النصُّ وحي لفكرةٍ، لشهوةٍ ولا هيمنة تبدّدها.
الملامسة قبل اتخاذ الشكل هويته.
***
جسدنا بعض نصّنا، بعض كتاباتنا، بعض أفكارنا وأحلامنا.
لنحرّره كلّمة… ونتحرّر.
***
دخلت نصًّا وليس معي ما يشفع بي للبقاء مدّة أطول… طردني.
***
يلزمني القليل من الوقت لألفظ اسمي، لأحفظه غيبًا.
ويلزمني الكثير، الكثير من الوقت، لأصنع له هويّة.
***
صهوةُ الأحلام تجنح بصاحبها إلى المجهول.
المجهولُ غريبٌ لا عمر له. لا هويّة.
يقفُ في كلّ الأبواب، منتظرًا لحظة الدخول، ليصطحب معه كلّ الهائمين بالتشرّد.