كلمة لا مرآة ظلال

Views: 359

جوزف أبي ضاهر

 

كلمةٌ: جسرٌ بين ضفّتين، بين عالمين.

شمسٌ فوق جسر، لا مرآة تهرب الظلال منها، لتحتمي بجسد يلتفّ بعباءة الحياة.

كلمةٌ: اختزانٌ لذاتٍ في ثيابٍ قديمة وجديدة، تتحوّل شارات، ونظرات تحمل عذابات وأفراحًا وقلقًا، وبطاقة سفر تعبر بها، وتؤسّس للكتابة.

***

في الأمس اصطدتُ بكلمةً، كانت تطير بلا جناحين، سجنتها في قفص من ورق، أزهر الورق، صار القفص قصيدة، والقصيدة امرأة بجانحين وشفتين.

***

الكلمةُ في جسد اللغة غواية.

الحوار معها يُدخلها إلى العقل، أو إلى المسام.

لا فرق؟.. ربّما.

***

جسدُ اللغة، كما جسد المرأة، يتعب ولا يستريح.

يتجدّد، وقد يشيخ ويتعب.

لا بدّ من ولادات جديدة، من بدايات جديدة.

***

خارج مدنِ الكلام، لا حاجة إلى ورقٍ تولد فوقهُ الروايات، والأبطال والقصائد.

***

الصمت مهابة أمام الأوراق البيض.

لا أعرف كيف تتحوّل الأوراق، بين لحظة وأختها، إلى بيادر كلام؟

***

النصُّ وحي لفكرةٍ، لشهوةٍ ولا هيمنة تبدّدها.

الملامسة قبل اتخاذ الشكل هويته.

***

جسدنا بعض نصّنا، بعض كتاباتنا، بعض أفكارنا وأحلامنا.

لنحرّره كلّمة… ونتحرّر.

***

دخلت نصًّا وليس معي ما يشفع بي للبقاء مدّة أطول… طردني.

***

يلزمني القليل من الوقت لألفظ اسمي، لأحفظه غيبًا.

ويلزمني الكثير، الكثير من الوقت، لأصنع له هويّة.

***

صهوةُ الأحلام تجنح بصاحبها إلى المجهول.

المجهولُ غريبٌ لا عمر له. لا هويّة.

يقفُ في كلّ الأبواب، منتظرًا لحظة الدخول، ليصطحب معه كلّ الهائمين بالتشرّد.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *