وجهي
جوزف أبي ضاهر
أخبروني في طفولتي عن جنيّة تسرق وجوه الأطفال.
فأمسكت وجهي بيديَّ.
لغة
تنقل اللغة كلماتي إلى الورق الأبيض، تفرضها عليه، فيشتريها بصمته.
نفق
الشرح الكثير هو دائمًا عن النفق الأسود.
هل يعني أن اللون الأبيض لا يحتاج إلى شرح؟
وحشة
عندما تتكرّر الدهشة تصبح رتيبة.
لا تعود تحتمل «هزيمة» حدقة العين، فتطبقها.
قلب
فتحتُ الشبّاك ولم أفتح قلبي.
مرّت نُسيمة لم أدركها، ولا عَرفَتْ هي أنني أملك قلبًا.
شعرت بغربة من دون رفقة قلب يمنحني ما لم أستطع منحه ذاتي.
نظر
ظلمني نظري، بل ظلمته حين تركت يدي تلاعب الهواء العابر مثل حبٍّ صبياني.
لم أمسح غبش عيني من سهادٍ طال وما طاول النعاس.
ثياب
خلع ثياب النوم ليلبس ثياب العمل.
حين خرج، انتبه أحدهم:
ما زال يلبس النوم.
حكم
من احتكم إلى الحكمة حكَم واستحكم، وحَاكَمَ مَن لم يكن حكيمًا وحليمًا، ومُحكمًا من نفسه.
هوية
الهويّة تعريف بنسب، قد لا يكون حقيقيًا.
أعطيَ اكتسابًا إلى جذورٍ وترابٍ فتفرعات تُورق في الأغصان وتزهر.
وإذا أثمرت… تبع الثمر هواه وشمسه.
عصافير
العصافير أولاد السماء. يلعبون في جوار بيتهم، ولا يعتدون على أحد.
صيادون مدجّجون برغباتهم «قتلوهم»، وسألوا السماء مزيدًا من النِعَم.
زمن
تطلّع الجدُّ إلى حفيده، وأغمض عينيه على زمنٍ عَبَر.
لماذا تأخذ الطفولة معها كلّ شيء، ولا تبقي لنا غير شميمها؟
شاعر
يحرث الشاعر حقول الورق ويبذر فيه لهاثه.
في مواسم الذهب يسأل: مَن يَحصد، مَن يَحمل كلمة إلى قلبي؟
المدى
امتلأ قلبي بالبياض، ورأسي بالشيب، وجسدي بالهمّ، وفمي بالأصوات، وصدري بالأناشيد… وبقي لدي المدى.
ثقب
مددت جسدي تحت خيمة النجوم. تركت لأفكاري حرّية متابعة الركض وراء:
الكلمات، الصور والناس الذين أعرف، والذين لا أعرف.
تُتعب الحرّية؟ لا أملك كلامًا يسع تطلعاتها.
تسبيح
تبيح الخرافات الخوف للناس، فيتهافتون على تخزينه مؤونة لكلّ زمن، ويختبئون في ظلّهم.
حين يخرجون من جلدهم، تقبض التقاليد على أعناقهم بالجرم المشهود (!).
تودعهم الخجل، فيقبّلون المتوارث أبًا عن جَد… ويُسبّحون.
شمس
قهرونا حتّى نتعلّم الصبر، ونعلن الطاعة، وننبذ الرفض، ونقول بما يقولون، ونشرب ما يختارون، ونأكل ما يحبّون، ونلبس ظلّهم… لتظل الشمس تشرق فوق رؤوسنا.
