أشتاق للوطن…

سليمان بختي

-1-

يشتاق المرء للوطن وهو فيه، لعلنا مثل رابعة العدوية. حين تقول: “كيف أصف أمراً وأنا فيه”. أشتاق للوطن الذي ينمو في قلبي وأراه في عيون الناس وقلوبهم وأحلامهم. أهتف له أخاطبه. أحييه. أحضّر له الأيام الآتية. أناجيه.

ذات مرة كتب الشاعر نزار قباني:

“عندما أشتاق للوطن

أحمله معي إلى خمارة المدينة…

وأضعه على الطاولة

أشرب معه حتى الفجر

وأحاوره حتى الفجر

وأتسكع معه في داخل القنينة الفارغة حتى الفجر

وعندما يسكر الوطن في آخر الليل

ويهتف لي أنه هو الآخر… بلا وطن

اخرج منديلي من جيبي وأمسح دموعه”.

-2-

من الغناء الشعبي:

“غنيت وغنّيت وغنّيت

شبيه الفكر بالدولاب غنّيت

لولا الصبر و”التشبيه” (بشعر) جنّيت

ورافقتنا وحوش الفلا”.

-3-

كتب الأديب الصيني غاو كسينيانغ (نوبل للآداب 2000):

“إن الأدب هو الذي يتيح للكائن البشري الاحتفاظ بوعيه كإنسان”.

-4-

بين السلطة والتسلّط خط رفيع سرعان ما يقطعه ضعفاء النفوس لتحقيق مصالحهم واهمين الناس عكس ذلك. والأدهى اقتناعهم بأن مصلحتهم ومصلحة الناس واحدة”.

-5-

يقول “شحاته أفندي” (فريد شوقي) للمعلم شوشة (عزت العلايلي) في فيلم “السقّا مات” (1977) عن قصة ليوسف السباعي واخراج صلاح أبو سيف:

“الناس من كتر خوفهم من الموت عايشين ميتين عاملين زيّ موظفين الحكومة خايفين ليترفدوا… ما هو الموت يا شوشة يا خويا جاي جاي مفيش كلام… يبقى البعيد حمار لو قعد استناه”.

“المعلم شوشة: “يا سلام.. عليّا النعمة حنفية كلام حلو”.

-6-

أتذكر الراحل ميشال أبو جوده يدخل إلى قاعة المحررين في جريدة النهار – مبنى الحمرا – وينظر إلى المحررين قائلاً:

“كتبوا. كتبوا.. بعد فترة ستكتبون فقط عن لاعبي كرة القدم والمطربين والمحسنين”. تذكرت هذا المشهد قبل 40 سنة حين قرأت هذا الكلام البارحة لباحثة اسبانية: “تمنحون لاعب كرة القدم مليون يورو شهرياً ولباحث بيولوجي 1800 يورو شهرياً. وتبحثون عن علاج للكورونا الآن. اذهبوا إلى رونالدو وميسي وسيجدون لكم العلاج”.

-7-

من أدهم الدمشقي شعر بالمحكية:

“لما المروحة بتدور

شفراتها بيختفو

لما الضجّة تعلى

بنبطّل نسمعها

روحي خفيفة

وعم تسبح

يا بحر… يا ناس بحبهن

ماسكين ايدي وعميوقعوا عن السطح

لا قادر فلّتن

ولا قادر اوقع معن

يا حبال الشتي النازلة ع البحر

ع بالي ابكي…”.