من ديوانية كمال الصليبي… بين المؤرخ والروائي

Views: 453

سليمان بختي

كل أحد صباحاً كانت تنعقد في بيت المؤرخ كمال الصليبي (1929-2011) في رأس بيروت ما اصطلح على تسميته “الديوانية” وكانت تضم وجوهًا وأسماء: د. عبد الرحيم أبو حسين، د. مارون كسرواني، اسامة الخالدي، محمود شريح، قيصر عفيف، عبد الرحمن شمس الدين، مكرم رباح، نديم شحادة، زياد كاج، نقولا حبيب وطباخه الشهير محمد السوداني. وكان الصليبي يغدق علينا من معرفته وأنسه وظرفه الكثير. سمعته يقول: “ما قيمة العرب لولا لبنان، وما قيمة لبنان لولا بيروت، وما قيمة بيروت لولا رأس بيروت، وما قيمة رأس بيروت لولا الجامعة الأميركية، وما قيمة الجامعة الأميركية لولا البروتستانت”.

وكان شغوفاً بالرواية اللبنانية والعربية والاجنبية والمترجمة ويسأل عن أي جديد فيها. حتى انه كتب مراجعتين عن روايتي ربيع جابر: “بيروت مدينة العالم” و”يوسف الانجليزي”. سألته لماذا شغفك واهتمامك بالرواية؟”. أجاب: “على المؤرخ أن يكون روائياً. التصور جزء من التاريخ. وجزء من الرواية. يغوي التاريخ الروائي، ولعلّ الرواية ليست أقل غواية للمؤرخ”.

ووقعت على المعنى نفسه عند الشيخ عبدالله العلايلي (1914-1996) بقوله: “من واجب المؤرخ إن شاء التوفيق بأن يكون روائياً قبل أن يكون مؤرخاً”.

بين الكبار تجري الأفكار والحدوس والسبل بشكلٍ مرئي ولامرئي.

المؤرخ كمال الصليبي

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *