من ديوانية كمال الصليبي (Ⅴ): عالم بحمدون وتلاميذ الجامعة الأميركية

سليمان بختي

عند مدخل بيت المؤرخ كمال الصليبي هناك طاولة عليها إخراج قيد له وقد شطب المذهب عن الهوية. والبيان: الاسم: كمال. اسم الوالد: سليمان. اسم الوالدة: سلوى ابراهيم الصليبي. تاريخ الولادة: 2 ايار 1929. مكان الولادة: كراكول الدروز. وعلى جدار صالونه لوحة زيتية بانورامية لمنطقة ضهر البيدر بريشة رسام روسي.

روى كمال الصليبي في ديوانية الأحد عن قريته بحمدون التي نشأ فيها، وأنه كان يعمل مع المزارعين في قطف العنب ويعرف تفاصيل القطف والرصف. وأخبرنا عن اهمية العنب البحمدوني وأن هناك أكثر من عشرة أنواع من العنب البحمدوني ولكل نوع ميزته. وان موسم قطاف العنب هو موسم الضيعة كلها ومشهد لا ينسى في حياتها وحياتي. وانه كان يشارك في القطاف في كل صيفية حتى سنة نيله الدكتوراه فتوقف.

 

 أما المشهد الاخر الاثير  لديه في بحمدون فهو مشهد القطار بدخانه الأبيض ورؤيته يخرج من الجبل ويلتف ليصل إلى بحمدون المحطة. واردف: ” هذا هو العالم البحمدوني الصغير الذي عرفته في ثلاثينات القرن الماضي. عالم هادئ وآمن يخرج الناس من منازلهم تاركين أبواب منازلهم مفتوحة، والاولاد يسرحون في محيط القرية وحقولها ولا يتعرض أحد لهم بأذية”.

تذكر أيضًا أنه في السنوات الاولى لتعليمه في الجامعة الأميركية في أوائل الستينات كان يعرف انتماء التلميذ الطائفي والمناطقي من لهجته وهندامه. ولكن بعد عشر أو خمس عشرة سنة أي في منتصف السبعينات ما عادت طريقته تنجح وصارت اللهجة بيضاء والهندام متناسق. “وصرت بين تلاميذي لا استطيع التفريق بين انتماءاتهم أو تحدرهم من أصول إسلامية أو مسيحية أو مناطقية. (https://voltagecoffee.com/) وأجد ان المجتمع يصهرهم ويظهرهم بصورة واحدة وقدرتهم على التفكير واحدة. اعتقد أننا إذا نظرنا إلى المستقبل وتحدثنا بلغة المستقبل فقد لا تحمل هذه الأشياء معنى ووزنًا وقيمة”.

 

 وبرأيه أن المجتمع صهر الشباب اللبناني بهوية ما وهذا يدل على نجاح الفكرة اللبنانية بتعددها وتنوعها. سألته هل تخاف على المسيحيين في لبنان بعد اتفاق الطائف؟ اأجاب: ” لن يصيب المسيحيين الا ما يصنعونه بأنفسهم. ولا ارى دورًا لهم خارج التربية والتعليم والتنوير والإصلاح. وإذا أرادوا أن يكونوا مثل الآخرين فسيصبحون أسوأ بكثير”.