“في ديوانية كمال الصليبي” (Ⅶ)… زهو الكلام بين رأس بيروت ومكتبته وأساتذته

Views: 335

سليمان بختي

وصلنا الى منزل المؤرخ كمال الصليبي ذلك الأحد صباحا ولم يكن في البيت. ربما لسبب ما، الديوانية او لقاء الاحد الصباحي لن تنعقد اليوم.

بعد لحظات دخل الدكتور كمال برفقة طباخه محمد مكي السوداني وقد تأخر في رياضة المشي الصباحية.

د.كمال الصليبي

 

كان ينطلق من شارع بلس في راس بيروت الى المنارة ثم عين المريسة ويقفل الدائرة عائدا الى منزله. بدا جزلا بوصول “وثقة” من الكلمات المتقاطعة والتي كان يرسلها اليها نديم شحادة من اوكسفورد.

قال: “في مشواري الصباحي اليوم اطمأنيت على شجرة النخل القائمة قرب مخفر حبيش. لقد انقذتها من القطع حين افسحوا بالمجال لتوسيع المخفر قبل سنوات لما كتبت رسالة الى بلدية بيروت اناشدهم الابقاء عليها داخل حديقة صغيرة. وهكذا كان: واليوم تكاد الشجرة تفوق المخفر علوا”.

 

واضاف: ” عندما اشيد المخفر تداعى اهل راس بيروت وزاروا المحافظ ووزير الداخلية وطالبوا بأن لا يكون هناك وجود للمخفر في منطقتهم لان ليس لديهم مشاكل واذا حصل فتحل بـ “التي هي احسن”. راس بيروت منطقة امنة مسالمة لا يد لها بكل ما يعكر صفو الأمان وصفو العيش الراقي الجميل.

 قال:” هل تعرفون انني ولدت مصريا لان والدي كان يحمل الجنسية المصرية مكافأة له على خدماته الطبية في الجيش المصري في السودان. وان والده بلغ المائة وظل في تمام وعيه واناقته”.

د. أنيس فريحة

 

تحدث كمال الصليبي عن الاثر الذي تركه اساتذته في تطوره الفكري فذكر اولا “الدكتور انيس فريحة الذي جعلني اهوى اللغة السامية. والدكتور نبيه امين فارس الذي حبب العربية الى نفسي ونبهني الى ضرورة استخدام المصطلح العربي في كتابة التاريخ. وثالثا استاذي برنارد لويس في جامعة لندن وفضله كبير في تدريبي على الكتابة، وعنه اخذت اسلوب البحث التاريخي”.

نبيه امين فارس

 

 فسأله احد الحاضرين عن الكتب التي اثرت فيه فقال:” احببت الشعر الانكليزي وروايات شكسبير وحفظت المعلقات السبع وهي اجمل ما قرأت في حياتي. قرأت المتنبي واحببته وهو شخصية درامية فاساوية.  واهتممت بقراءة روايات تشارلز ديكنز ودستويوفسكي. واستمتعت ايما استمتاع بقراءة امهات الكتب التاريخية العربية التي صيغت باسلوب جميل وواضح كما عند القلقشندي والمقريزي والعسقلاني وابن خلدون. واحببت القواميس العربية مثل” تاج العروس “و”لسان العرب” الذي ظهر 400 سنة قبل اول قاموس للانكليزية. كتاب “معجم البلدان” لياقوت الحموي وظهر في القرن الثالث عشر واول كتاب مثله في اوروبا ظهر في القرن التاسع عشر. وكذلك كتاب “الطبقات العربية”. هذه كنوز لا مثيل لها واضيف اليها  “صبح الاعشى” و”تاريخ الطبري” و”خطط الشام” و”تاريخ الجبرتي” و”الجامع الصحيح”.

 كان يشير الى هذه الكتب المرصوفة في مكتبته مزهوا بانه يمتلكها في مكتبته، وانه يسعى الى امتلاك معانيها.

ياقوت الحموي

 

برنارد لويس
Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *