رسائل إلى أمي… الرسالة الثانية عشرة: ستة شهور

Views: 750

رندلى جبور

ستة شهور يا أمي مرّت على انتقالك من بيننا… او هي ستة دهور من الجراحات والالم… ستة دهور من الدموع والحزن… ستة دهور من الضياع وكأن كل ما في الدنيا تغيّر، بل الدنيا بذاتها تغيّرت… تبدّلت مفاهيمها ومعانيها. الالوان ما عادت إياها، الطموحات تحطّمت وجناح الحلم انكسر.

الحياة ما بعد وفاة الأم مختلفة. أليست الأم هي الحياة؟!

ماذا يبقى يا أمي؟

يبقى شعورنا الجامح بك، بحضورك، ولولا هذا الحضور لما أكملنا. يبقى أنك معنا أينما وجدنا. يبقى أنك صلاتنا النقيّة ووردتنا البهيّة وابتسامتنا التي لم يطفئها الموت. فليس موت المؤمنين إلا حياة جديدة!

يبقى أننا من أجلك نكمل، وبك نكتمل.

أمي، الشوق إليك أصبح مضاعفاً والشوق إلى ما كنّا عليه بوجودك الجسدي أكبر. كل يوم أكبر.

أمي، أنت الحضن الذي ما زلنا نسكنه في كل مساء، ويغمرنا مع كل طلعة شمس.

أنت الجمال الذي ينعكس على وجوهنا وقلوبنا طيبةً.

أنت الطهر الذي يتراءى في سلوكنا نبلاً.

أنت السماء التي نلتحفها كلما أصبنا بالبرد… والنسمة التي تهمس في أرواحنا حناناً كلما نقص منسوب الحنان في قوافينا.

أمي، والى حين اللقاء من جديد، نطلب منك أن تظلّي شفيعتنا وترافقينا كما دوماً وتطلعين من كل تنهيدة وتحضرين عند كل نداء.

نطلب منك ان تظلّي في هدوئك، ملء حياتنا!

بحبك ميوش

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *