المقصورة الأخيرة في القطار

Views: 924

سليمان بختي

نشرت هذه القصة القصيرة في مجلة “روز اليوسف” المصرية وفي “المدينة السعودية” وفي عدة مواقع إلكترونية.

قصة تؤسس لمقاربة تربوية بليغة في العلاقة بين الأهل والأولاد. وفي النظرة إلى الحياة من منظارين: نعطي أولادنا الثقة بالنفس ونطلقهم في الحياة. ولكننا نخاف عليهم ونحس أننا يجب أن نبقى في المقصورة الأخيرة طيلة وجودنا في الحياة كشبكة أمان ومصدر طمأنينة.

نسبت هذه القصة إلى كاتب فرنسي مجهول وبعضهم نسبها إلى الروسي دوستويوفسكي وثمة من ذهب إلى أنها من التراث العالمي.

بعد التحقق لم يتبين أنها من قصص دوستويوفسكي المنشورة والأرجح أنها من التراث الأوروبي العالمي.

المقصورة الأخيرة في القطار

” كل عام كان والدا الطفل مارتان يصطحبانه في القطار عند جدته ليقضي عطلة الصيف. يتركانه ويعودان في اليوم التالي. وفي أحد الأعوام قال لهما:” أصبحت كبيرا الآن… ماذا لو ذهبت وحدي إلى جدتي هذا العام؟ وافق الوالدان بعد لأي… وفي اليوم المحدد رافقا ابنهما إلى رصيف المحطة وهما يكرران عليه بعض الوصايا… وهو يتململ ويتأفف: “سمعت ذلك منكما ألف مرة”.

وقبل أن ينطلق القطار بلحظة اقترب منه والده وهمس في أذنه:” خذ هذا لك إذا ما شعرت بالخوف أو المرض أو الضعف”  ودس شيئا بجيب طفله.

جلس الطفل وحيدا في القطار دون أهله للمرة الأولى في حياته. شاهد المناظر الطبيعية من نافذة القطار وبدأ يسمع ضجيج الناس الغرباء يعلو من حوله وبدأوا يدخلون ويخرجون إلى مقصورته ولا ينتبهون لوجوده. حتى مراقب القطار تعجب ووجه له بعض الأسئلة  لكونه دون رفقة. حتى أن إمرأة رمقته بنظرة حزينة.

ارتبك مارتان وشعر أن الأمور ليست على ما يرام. اجتاحه الخوف فتقوقع في كرسيه وإغرورقت عيناه بالدموع. في تلك اللحظة تذكر همس أبيه أنه دس له شيئا في جيبه لمثل هذه اللحظة. فتش في جيبه بيد مرتجفة وعثر على الورقة الصغيرة وفتحها :” يا ولدي أنا في المقصورة الأخيرة في القطار”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *