انتهى الوقت

Views: 467

د. قاسم قاسم

 

كانت وما زالت صبيّة حين ودعها زوجها،

فبدل أن تكبو بعد  فقدانه،

شمّرت عن ساعديها،

 ورفعت الحجر،

وشقّت الطريق لأولادها.

سنوات الوحدة جعلتها امرأة ولا كل النساء،

 شخصيّة نادرة في حضورها،

تمازح الصبر على طريقتها،

والجميع على منوالها،

صراحتها على شفة لسانها،

عندما جالسها تعب الجسد،

استراحت في غرفتها وتوالت الأيام حتى هزّها طارئ صحّي

فحُملت في منتصف الليل إلى غير سريرها،

 وهي التي ما اعتادت الغربة من مكانها.

وما عرفت أن  الإبر والأمصال ستزحف في معصميها،

وتحيل بياضهما إلى  زُرقة شديدة الالم.

ذاك اللون عربش وأينع آهة موجعة، 

جعلت صوتها لا يعزف سوى نوتة واحدة،

 وبدا جسدها  يعاندها فتراخى رويدًا رويدًا،

 ولم تستطع أجهزة الطب الرأفة به،

 فتمدّد  باسطًا  يديه إلى السماء .

وقبل منتصف الليل اسلمت روحها معانقة وداعها بمحبّة الأبناء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *