أسباب “الفوبيا” وأعراضها وسبل التغلب عليها 

Views: 190

العراق-د. سلاهب الغرابي

 

الفوبيا Phobia أو الرُّهاب أو عُصاب المخاوف، هو مرض نفسي يتمثل بخوف شديد متواصل تجاه شيء معين أو موقف أو شخص ومن الممكن أن تُثار المخاوف بمجرد التفكير  في مصدر الرُّهاب يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالقلق أو الذعر ويُعرف هذا بالقلق الاستباقي.

والمصاب بالفوبيا يدرك إن هذا الخوف المفرط غير منطقي وغير مبرر لكنه لايستطيع التخلص من قلقه ومخاوفه بسهولة ما لم يتم العلاج النفسي.

تظهر أعراض الرُّهاب في الغالب منذ مرحلة الطفولة المبكرة،أو في سن المراهقة، ومن غير المعتاد أن يبدأ الرهاب بعد سن الثلاثين.

معظم أنواع الرُّهاب لدى البالغين لا تؤدي لإضطراب كبير في الحياة اذا لم يكن الشخص على اتصال بمصدر خوفه كثيراً  فلا يؤثر ذلك على حياتك اليومية،  وأحياناً يُسبب اعاقة كبيرة في سياق الحياة اليومية أو في الأداء الوظيفي أو الاجتماعي اذا كان يعاني من رهاب معقد، مثل: الخوف من الأماكن المكشوفة.

عادةً بعد تشخيص الرُّهاب  يقرر الشخص أحياناً العيش مع الفوبيا مع الحرص الشديد على تجنب الشيء الذي يخاف منه وفي بعض الأحيان يحاول مواجهته.

أسباب الفوبيا:

*أسباب الرُّهاب المحدد: يبدأ منذ الطفولة نتيجة لتجربة مبكرة مؤلمة ويمكن أيضاً أن يكون نتيجة مشاهدة رهاب أحد أفراد الأسرة، فالطفل الذي تعاني والدته من رهاب القطط على سبيل المثال أكثر عرضة للإصابة بالرهاب نفسه.

* أسباب الرُّهاب المعقّد: يُعتقد حالياً أن الرُّهاب المعقّد ناتج عن مزيج من تجارب الحياة، وكيمياء الدماغ، وعلم الوراثة.

أعراض الفوبيا:

*جسدية: زيادة معدل ضربات القلب، ضيق في التنفس، الدوار التعرق، الغثيان، الارتجاف، اضطراب المعدة.

*افكار قهرية: وتتمثل بصعوبة التفكير بأي أمر آخر غير الخوف.

*الرغبة في الفرار: وهي الرغبة لترك الموقف والفرار بعيداً عنه.

*القلق المسبق: أي القلق المتواصل من شيء يتضمن رهاب معين يعاني منه الشخص.

*مضاعفات: مشكلة في المهارات الاجتماعية كالعزلة الاجتماعية، اضطراب مزاج كالاكتئاب،تعاطي مخدرات ، انتحار.

أنواع الفوبيا

للرّهاب عدة انواع وأبرزها:

*الرُّهاب الاجتماعي ويكون مرتبطا بخوف الإنسان من  أن يظهر غير مقبول في أعين الناس، مما يجعل الشخص خجولاً من الحديث، أو الكتابة، أو تناول الطعام أمام الآخرين وهذا يدفعه الى الهرب أو التغيب عن المدرسة، وانخفاض العمل والإنتاجية، افتقار العلاقات الاجتماعية.

*الرُّهاب من الأماكن المفتوحة كالخوف من التواجد في الأماكن العامة المزدحمة، مثل: مراكز التسوق.

*الرُّهاب البسيط( المحدد) ويكون مرتبط  بالخوف من شيء معين، مثل: حيوان، الدم، المرض، الموت،المرتفعات أو الخوف من الأماكن المغلقة، وغيرها .

علاج الفوبيا:

* العلاج النفسي والذي يُسمى أيضاً الاستشارة النفسية أو العلاج بالكلام ويساعد العلاج النفسي على تخفيف الأعراض لدى غالبية المرضى ، حيث يتمكن المريض خلال فترة العلاج من اكتشاف سلوكيات التفكير السلبي التي يمارسها وتغييرها، ويتمكن من تطوير مهاراته واكتساب الثقة في النفس , كما يعد العلاج السلوكي  المعرفي أكثر أنواع العلاج النفسي فعالية في معالجة اضطراب القلق والخوف، حيث يتم التعرض التدريجي للأشياء ،أو المكان، أو الحيوانات، أو المواقف التي تسبب الخوف والقلق ويُعرف هذا بإسم إزالة الحساسية أو العلاج بالتعرض الذاتي ويتم التعرض التدريجي بمساعدة معالج نفسي وعلى الغالب يستغرق علاج الرهاب المعقد وقتاً أطول.

*العلاج الدوائي عادةً لعلاج الرهاب لاتستخدم ادوية ولكن أحياناً يتم وصفه لمساعدة الأشخاص وعلاجهم بالمهدئات ومضادات الاكتئاب والقلق بالاضافة للعلاج النفسي .

طرق التغلب على الفوبيا:

* اتباع تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق، واليوغا.

*اتباع نظام غذائي صحي، فهناك العديد من الأطعمة التي تحارب الخوف والقلق.

*ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لقدرتها على توجيه تفكير الفرد وإبعاده عن التفكير بالخوف.

 *طرق فكرية وسلوكية:

1.التسبيح والتهليل والاستغفار وذكر الله -عز وجل -والاستمرار في ذلك حتى تزول وساوس الخوف وإن عادت فعد للذكر مرة أخرى.

2.تقدير الشجاعة الذاتية وفهم المخاوف، أحياناً فهم المخاوف والتصريح عنها يعطي الفرد قوة للتغلب عليها.

3.تحديد ما إذا كان الخوف حقيقي، فكثير من المخاوف تكون عبارة عن مخاوف غير عقلانية وتخيلات.

4.التثقيف، عندما يكون القلق سببه الخوف من المجهول، فالتثقيف يساعدنا على الرؤية اعتماداً على معلومات و حقائق ثابتة بدلاً عن التخمين.

5.معرفة حجم الخوف، فأحياناً الخوف من المشكلة يكون أكبر من المشكلة نفسها. (https://wbctx.com)

6.الحفاظ على الإيجابية لأنها تساعد على الاستمرارية .

7.العلاج بالتعرض المتكرر، حيث يقوم على أساس تقليص حجم المخاوف بهدف الاعتياد عليها، و يجب أن تتم تحت إشراف اخصائي الصحة النفسية.

8.تصور النجاح، فتصور نجاح خطوة ما قبل القيام بها يسهل تحقيقها بإذن الله.

الوقاية من الفوبيا

على الرغم من أن الجينات تلعب دوراً على الأرجح في تطور أنواع معينة من الرُّهاب، لكن من خلال التوكل على الله فهو السند الحقيقي وهو الشافي، والتعامل مع المخاوف بمرونة  كما ينصح بإتخاذ قرار شجاع للعلاج النفسي ليتم التخلص من العواقب السيئة للفوبيا بعون الله تعالى  .

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *