مؤتمر “النهضة الاغترابية الثانية – لإبداع من أجل الحضارة والإنسان” مشروع الأديب د. جميل الدويهي أفكار اغترابية للأدب الراقي/ الدكتور جودت ابراهيم – سوريا: قصيدة فلسطين للشاعرة خوانا ديب من الأرجنتين

Views: 601

انطلق  مؤتمر “النهضة الاغترابية الثانية – لإبداع من أجل الحضارة والإنسان” الذي ينظمه  مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي-سيدني ، منتدى لقاء – لبنان، بستان الإبداع – سيدني. يصدر عن المؤتمر كتاب من جزءين او ثلاثة، يضم جميع الأوراق المشاركة، وترسل نسخ منه إلى المشاركين والمكتبات والكبرى. يعقد المؤتمر حضوريا في جلسة واحدة، فور انتهاء الأزمة الصحية، وتقرأ مختصرات الأوراق بالنيابة عن المشاركين المقيمين خارج أستراليا.

في القسم الأول من المؤتمر تم نشر عشرين ورقة لأدباء ومفكرين من لبنان وأنحاء العالم.

في ما يلي القسم الثاني ويضم 12 ورقة ، ويبدأ بورقة الدكتور جودت ابراهيم – سوريا في عنوان: قصيدة فلسطين للشاعرة خوانا ديب من الأرجنتين.

 

 

 

خوانا “حنّه” ديب. شاعرة أرجنتينية من أصل عربي سوري. لغتُها الأسبانية، ولكنّ نفَسَها عربيٌ، وقلبَها عربي. أصدرت عدة دواوينَ شعرية منها:‏

  “       1.EL MILAGRO DE UNA ROSA “أعجوبة وردة  “  .‏

وهذه مجموعة شعرية استقبلتها الأوساط الأدبية الأرجنتينية بالتقدير والإعجاب. وقفت الشاعرة ديوانها على تمجيد وطنِ آبائها، فغنتهُ أعذبَ ألحانها، وأحلى أناشيدها.‏

  1. LAS DORADAS POEMAS ديوان “المذهبات “.‏

وتعني به المعلّقات التي تكتبُ بماء الذهب وتُعلّقُ بستائر الكعبة. وقد انصرفت الشاعرة فيه إلى التغني –كلّياً- بتاريخ أجدادها وأدبهم، وأدبائِهم، وشِعرهم وشُعرائهم.. والغريبُ أن الشاعرة على الرغم من عدم إلمامها باللغة العربية فإنّها لم تتركْ شخصيّة تاريخيّة أو أدبيّة عربية دون أن تتوقف عندها. ولا أدري كيف اهتدت إلى النفيس من آثارهم لكي تصنعهم وتتغنّى بهم بشعرها الثمانيِّ التفعيلة. فقد تغنَّت بَطرَفة بن العبد، وامرئ القيس، والحارث بن حلزة اليشكري، وابن الفارض والمتنبي… وبشخصيّات تاريخية ودينيّة، كالخليفة عمر بن الخطاب وأمثاله. وقد أنشدت للأرز ووردة دمشق والناي، ولعذراء صيدنايا. ولسوريةَ ولبنانَ وفلسطين، والأردن والعراق ولتونس والمغرب وليبيا، وغيرها من البلدان العربية، والديوان كله عربي بعربي وقصيدتها فلسطين من هذا الديوان.‏

  1. ديوان LAS DOS VERTIENTES “الينبوعان”.‏

والينبوعان إشارة إلى وطن أجداد الشاعرة: سورية، وإلى وطنها الأرجنتين، الينبوعين اللذين نهلت الشاعرة منهما وحيَها المرهفَ، وسكبتْه في هذا الديوان، تبدو خوانا ديب في هذا الديوان وكأنَّها ضربٌ من ضروب عشتار الإلهة السورية –البابلية.

خوانا تمثّل تحوّل المرأة العربية الأسطورية التي تلِدُ وتموتُ وتبعثُ. تلِدُ في أرض الآلهة سورية، وتموت في الباخرة التي ترسي في بوينس آيرس، وتُبعَثُ في “سالطا” الجميلة تُمَوْسِقُ الكلمةَ في سيمفونيّاتٍ تذكّرنا بقيثارات “أور” و”أوغاريت”، وتحيي خوانا بكَرَمِها الروحي، وجودِها الشعري أساطيرَ الرباب والعودِ، والتنّور، ووردة دمشق، والدُّرر الشرقية، وكلَّ سحرٍ حبلَت به سوريةُ- الوطن الأم. إنّها تخلَقُ أجنحةً لبيروت ودمشق، وفلسطين وغيرها وتنقلها إلى الأرجنتين إلى القارة الأميركية مازجة الينبوعين في ينبوعٍ واحدٍ، ويتدفق رقراقاً وشفافاً كندى الدموع. ومنه قولها:‏

عندما يكون لك وطنان‏

أحدهما سورية‏

فالوطن الآخر بلا شك‏

سيكون: الأرجنتين‏…

4- قصيدة فلسطين Palestina، ترجمة د. ميشيل نعمان:‏

“كمْ هي جميلةً كانت بيروت،‏

ونحن نيامٌ لا نزال،‏

على وشوشة أشجارِ الأرز،‏

والبِحارِ الزرقاء‍!”‏

يا فلسطينُ… يا فلسطين…‏

أنتِ أرضُ الشهادة‏

أنتِ ممزّقة…‏

أنتِ زهرةٌ دامية…‏

وهذا منذ سنين!… ومنذ أجيال!…‏

قسّموكِ… قسمّوكِ…‏

وتكلّلتِ، على الدوامِ، بالأشواك…‏

وأوراقُ أزهاركِ تفوحُ عطراً‏

حتى وهي تُعْصَرُ ألماً…‏

كنتِ تسيرين… كنتِ تسيرين…

على دروبِ المسيح،‏

مع مسبحةٍ من الرملِ،‏

صَنَعَتْها أقدامُ الأطفال…‏

وكنتِ تُصلّين… كنتِ تُصلين‏

مع نَبيّكِ المختارِ،‏

عندما تُجْرَح الأمسياتُ،‏

في آفاقِك الضاربة إلى الاحمرارِ…‏

كمْ مِنْ القنابلِ!… كَمْ من القنابل!…‏

كم سمعْنا من قنابل!‏

فيا للأجواءِ الثائرة،‏

أجواءِ الغضبِ الهادر…‏

كم من دبّاباتٍ!… كم من دبّابات!…‏

تتالتْ على طرقِكِ!‏

فيا للنيرانِ الثائرة،‏

نيرانِ الغضبِ المجنون…‏

يا له من سكون!… يا له من سكون!…‏

سكون الأطفالِ الملائكةِ،‏

هذهِ البراعمُ المتكاثرةُ،‏

في زُرْقةِ السماءِ اللا متناهية…‏

كمْ مِنَ ظمأٍ!… كمن من ظمأٍ!…‏

أرواه أبناؤكِ!‏

وكم من جوعٍ، سدّه أبناؤكِ‏

على مائدة الإله!‏

كمْ من سواعدَ!… كم من سواعد!…‏

كم من سواعدَ ممتّدةٍ!‏

كم من سواعدَ امتدّتْ من لبنانَ‏

فاتّحدتْ مع ذبيحتِكِ!‏

كم من شجون!… كم من شجون!…‏

في صفوفِ السوريينَ!…‏

وكم من مراثٍ!… كم من مراثٍ‏

في أرضِ الليبيِّين!‏

كم من أصواتٍ!… كم من أصواتٍ‏

تعالتْ أمامَ قَدَرِكِ!‏

وكم ذُرَّتْ من أملاح‏

في الترابِ الحزين!…‏

يا فلسطينُ… يا فلسطين…‏

أنتِ أرضُ الشهادةِ…‏

فأمامَ حُكمِ العالم‏

أَتخذُّ اللهَ شاهداً…‏

“كم هي جميلةً كانت بيروت،‏

ونحن نيامٌ لا نزال،‏

على وشوشةِ أشجارِ الأرزِ،‏

والبحار الزرقاء!”.‏

***

زارت الشاعرة سورية ولبنان في صيف/ ٢٠٠٠ م، وزرتها أنا وزوجتي د. ولادة نادر في قرية تومين التي تقع على سد الرستن وتعارفنا، ثم دعوتها بالتنسيق مع مجلس رابطة الخريجين الجامعيين بحمص لأمسية شعرية تُخصص لها، وأقيم الأمسية بحضور عدد كبير من الحضور الذين تفاعلوا مع شعرها الذي ألقته باللغة الاسبانية، وقرأت أنا ( د. جودت إبراهيم ) ترجمته باللغة العربية، وكنت قد بدأت الأمسية بالتعريف بالشاعرة وبدواوينها… كانت أمسية رائعة جداً لا يمحوها الزمن من ذاكرتنا… أليس هذا الشعر وهذه السيرة الذاتية للشاعرة خوانا  ديب تندرج ضمن مشروع النهضة الاغترابية الذي يقوده ويدعمه المبدع الجميل الدكتور جميل الدويهي؟!

***

*غداً 5- 2- 2022 الدكتور جودت ابراهيم عن الشاعر المهجريّ عادل ناصيف 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *