الأنسنالوجيا فن إنتاج الحقوق والمعارف

Views: 244

حسن عجمي

 

  الأنسنالوجيا مُركَّبة من “الأنسنة” و”لوجيا” بمعنى عِلم، وبذلك الأنسنالوجيا عِلم الأنسنة الذي يدرس الأنسنة علمياً من خلال تحليلها على أنها معادلة رياضية. من الممكن تعريف الأنسنة على أنها المعادلة التالية: الأنسنة=إنتاج كل الحقوق الممكنة واحترامها+إنتاج كل المعارف الممكنة واتباعها. لذا إن لم ننتج كل الحقوق والمعارف الممكنة نخسر حينئذٍ الأنسنة. وبذلك إن وُجِدت الأنسنة بلا إنتاج كل الحقوق والمعارف الممكنة واحترامها واتباعها فعندئذٍ تكون المعادلة السابقة كاذبة ما يتضمن أنه من الممكن اختبارها ما يضمن بدوره أنها معادلة علمية على ضوء إمكانية اختبارها. 

وحدة كل البشر

 بما أنَّ الأنسنة=إنتاج كل الحقوق الممكنة واحترامها+إنتاج كل المعارف الممكنة واتباعها، ومن المعارف أنَّ كل البشر يملكون الجينات البيولوجية ذاتها كما يؤكِّد عِلم البيولوجيا وبذلك كل البشر يشكِّلون كائناً واحداً لا يتجزأ، إذن معادلة الأنسنالوجيا تتضمن وحدة كل البشر. وبما أنَّ الأنسنة=إنتاج كل الحقوق الممكنة واحترامها+إنتاج كل المعارف الممكنة واتباعها، ومن المعارف أيضاً أنَّ كل الظواهر والموجودات تتكوّن من معلومات وتبادلها كما يقول الفيزيائي جون ويلر وبذلك كل الموجودات والظواهر تشكِّل كينونة واحدة غير منفصلة، إذن معادلة الأنسنالوجيا تتضمن وحدة كل الظواهر والموجودات فتساوي بين جميع الكائنات ما يمكّنها حقاً من أن تكون أنسنة حقيقية للكون بكل ظواهره. 

الأنسنة الحقيقية

هكذا تنجح الأنسنالوجيا في عملية الأنسنة الحقيقية وذلك من خلال تعبيرها عن وحدة كل البشر ووحدة كل الظواهر والكائنات ما يدلّ على صدقها. وإنَّ كانت الأنسنة=إنتاج كل الحقوق الممكنة واحترامها+إنتاج كل المعارف الممكنة واتباعها، وعلماً بأنَّ العدالة متكوِّنة من كل الحقوق الممكنة كحق كل فرد في أن يكون حُرّاً وأن يُعامَل كل البشر بمساواة، فحينئذٍ معادلة الأنسنالوجيا تعبِّر عن العدالة وتتضمنها ما يدلّ على نجاحها فصدقها. 

  بالإضافة إلى ذلك، بما أنَّ الأنسنة=إنتاج كل الحقوق الممكنة واحترامها+إنتاج كل المعارف الممكنة واتباعها، وعلماً بأنه من الحقوق الممكنة حق الأرض والظواهر الطبيعية كافة في أن توجد وتحيا وتزدهر وحق كل أفراد البشرية والحيوانات والنباتات في أن توجد وتحيا وتتطوّر، إذن معادلة الأنسنالوجيا تتضمن أنَّ كل الظواهر الطبيعية تملك حقوقاً مشابهة أو مطابقة لحقوق الكائنات الحيّة والعاقلة. وبما أنَّ كل الظواهر الطبيعية تملك حقوقاً مشابهة أو مطابقة لحقوق الكائنات الحيّة والعاقلة، إذن كل الظواهر الطبيعية تشكِّل كينونة واحدة حيّة وعاقلة غير قابلة للانفصال التي بفضلها تمتلك الحقوق ذاتها فإن لم تكن كل الكائنات متحِّدة في كينونة واحدة لا تتجزأ ما كانت لتمتلك الحقوق نفسها.

فضيلة الأنسنالوجيا الكبرى

 من هنا، تؤنسن معادلة الأنسنالوجيا الظواهر الطبيعية كافة من خلال اعتبارها حيّة وعاقلة تماماً كالإنسان فمالكة للحقوق ذاتها التي يمتلكها الإنسان. وبذلك تنجح الأنسنالوجيا في عملية الأنسنة المطلقة لكونها تؤنسن كل الظواهر الطبيعية باعتبارها جمعاء ظاهرة إنسانوية واحدة. وبهذا تكتسب الأنسنالوجيا هذه الفضيلة الكبرى. من الحقوق الممكنة حقوق كل الظواهر في أن توجد وتحيا وتزدهر فهذه الحقوق حقوق ممكنة لأنه لا تناقض في القول مثلاً بأنَّ الأرض تملك الحق في أن لا تُلوَّث. وبما أنها حقوق ممكنة تنجح معادلة الأنسنالوجيا في التعبير عنها لأنَّ هذه المعادلة تعرِّف الأنسنة من خلال إنتاج كل الحقوق الممكنة واحترامها كما تعرِّف الأنسنة من خلال إنتاج كل المعارف الممكنة واتباعها. 

 مقبولية كل المعارف

 كما بما أنَّ الأنسنة=إنتاج كل الحقوق الممكنة واحترامها+إنتاج كل المعارف الممكنة واتباعها، وثمة معارف ممكنة عديدة ومتنوّعة كالمعارف الأدبية والدينية والفلسفية والعلمية، إذن الأنسنة تتضمن كل تلك المعارف المختلفة وبذلك تساوي فيما بينها. من هنا، تنجح معادلة الأنسنالوجيا في التعبير عن مقبولية كل المعارف وتتضمن المساواة فيما بينها رغم اختلافها وتنوّعها ما يبرهن على أنها ناجحة بالفعل في عملية الأنسنة الحقة فلا ترفض معرفة معيّنة بل تقبل كل المعارف الممكنة المختلفة والمتعدّدة ما يؤدي بدوره إلى عدم التعصب لنموذج معرفي معيّن فيؤسِّس بذلك للسلام بين البشر وإن اختلفت معارفهم. هكذا تبني الأنسنالوجيا السلام الحقيقي من خلال تأكيدها على وحدة البشر ومعارفهم ووحدة الظواهر كافة والمساواة في قيمتها وحقوقها في البقاء والحياة والازدهار. 

التطوّر الدائم

 تنجح الأنسنالوجيا أيضاً في التعبير عن التطوّر وتضمنه. فإن كانت الأنسنة=إنتاج كل الحقوق الممكنة واحترامها+إنتاج كل المعارف الممكنة واتباعها، والحقوق والمعارف الممكنة تتضمن الحقوق والمعارف التي لم تُكتشَف بعد تماماً كما تتضمن كل الحقوق والمعارف التي تمّ اكتشافها، إذن تطالبنا الأنسنالوجيا بالاستمرار في اكتشاف الحقوق والمعارف غير المُكتشَفة ما يضمن التطوّر الدائم بفضل ما قد نكتشف من حقوق ومعارف ممكنة وجديدة. هكذا تعبِّر الأنسنالوجيا عن إمكانية التطوّر المستمر وتضمن التطوّر في آن. فإن لم تكن الأنسنة إنتاج كل الحقوق والمعارف الممكنة التي من ضمنها الحقوق والمعارف المستقبلية التي لم تُكتشَف بعد لتمّ سجننا بالحقوق والمعارف المُكتشَفة في الماضي ما يحتِّم القضاء على حريتنا وإمكانية أن نتطوّر. من هنا، تنجح الأنسنالوجيا في ضمان الحرية والتطوّر معاً. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *