“عكس سير العالم”

Views: 247

خليل الخوري 

قال: تخطئون إذا كنتم تظنون أن العالم سيترككم في هذه الفوضى العارمة، واللامسؤولية، والفساد المستشري، والعجز الفاضح، والارتكابات الفادحة، والعيش في الماضي من دون أن تملكوا، أو تمارسواً أياً من إيجابياته، والديموقراطية المشوهة إلخ…

وأضاف (وهو الديبلوماسي الأوروبي الغربي الذي مثّل بلده في لبنان سنواتٍ عديدة  فأحبه حتى العشق): وتخطئون أكثر إذا ظننتم أن ما تقدم يشير إلى اهتمام استثنائي بكم  ومن أجلكم. فهذا غير وارد على الإطلاق، لأن الدافع إلى هذا الاهتمام هو أنكم بدأتم تشكّلون عبئاً على الآخرين، لاسيما على العالم المتقدم الذي قرف منكم، ومن ترهّلكم، ومن فسادكم، ومن استهتاركم بوطنكم، بتاريخه الماضي الذي كان مضيئاً إلى «حد مقبول»، وبحاضره المخزي، وحتى بمستقبله المأزوم كما يتوقعون أن يكون، إذا بقيتم على حالكم.

ومضى يقول: أنتم تمشون «عكس سير العالم» فمن الطبيعي أن ينظر إليكم العالم  على أنكم تتخبطون في  مستنقعٍ، من  أسف أنكم أخذتم تألفون مياهه الآسنة.

وعاد على بدء ليسترسل:  فالعالم لم يعد يقبل أن تتحولوا إلى منبتٍ للقذارة التي يتجه إلى قرار حاسم باستئصالها، ولو سيكلفكم هذا الكثير في المرحلة الراهنة.

كيف؟!.

تلك كانت الكلمة الاستفهامية التي رميتها في وجهه، فلم يتوانَ عن المبادرة السريعة إلى  الجواب على سؤال بدا أنه كان يتوقعه وينتظره، فقال:

لن تكون عندكم حكومة جديدة في المستقبل المنظور.

ولن يكون عندكم رئيس جديد للجمهورية خلفاً للعماد ميشال عون.

ولن يكون بد من انفجار أمني بما يتجاوز الإشكالات العادية ويقصر عن الحرب الأهلية (…).

والأزمة الاقتصادية الحالية ستبدو مَنّاً وسلوى أمام ما ينتظركم.

وسيكون تدخل أممي واسع، بغطاء عالمي وعربي شبه عام، وأيضاً مباركة إقليمية (…).

وبعد أن استفاض في هذه النقطة ختم قائلاً: وبالتأكيد لن يتكرر مشهد 1975 عندما كان 22 سفيراً عربياً يجتمعون ويقررون.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *