الحلقة الواحد و الأربعون من رواية “بَحر” لـ كابي دعبول

Views: 268

*”للصخور أسماء في الضيعة التي أبصرت فيها النور” (أمين معلوف-كتاب “صخرة طانيوس”)

 

 

يجلس حنا على صخرته المرتفعة فوق مياه البحر. يتأمّل الشاطئ الصخري وتراكض الأمواج باتجاه الشاطئ. يفرح، يحزن، يبتسم، يبكي، ناظرًا الى الأفق البعيد، يشكو همومه الى البحر، طالبًا منه الإتيان بأمل جديد يطفو على أمواجه المتراكضة نحوه. حتى بات لحنا مع صخرته عشرة وطول رفقة أمّنتا له ملاذًا آمنًا لمراجعة الذات والتأمّل. إن أحداث هذه الرواية وشخصياتها من نسج الخيال حتى ولو تشابهت الأماكن والأسماء، غير أن صخرة حنا تبقى الاستعارة الحقيقية الوحيدة الراسخة  في هذه الرواية، إذ كم من أمكنة تركنا فيها شيئًا من ذاتنا، مهما ابتعدنا عنها تبقى الملاذ الوحيد لذكرياتنا بحلوها ومرّها…

كابي

 

(٤١)

 

واصل الاستاذ رفيق مستعينًا بِعلي تهدئة حنا محاولاً إجراء حوار سياسي مع بحر حَتّى يفهم الى أيمدى تورّط الصبيّ في السياسة حتى الآن.

-قلتَ إن المحاضرة كانت عن الحرية والسيادة. هاتِ أخبِرني ببعض ما جاء في المحاضرة.

-في الحقيقة كان المحاضر مقنعًا جدّا داعمًا أقواله بالأدلة والبراهين. هو تحدّث عن السلاح الغريبوعن تمدّد الوجود المسلح لهؤلاء الأغراب داخل مناطق الوطن وليس في المناطق التي يقتضيوجودهم فيها. وتحدّث عن تضييق الخناق على الناس في أمكنة عديدة…

-فهمت يا بحر.

-وأنت ما رأيك؟

-أنا أرى أنه على حق.

-انا لا أريد أن أغوص معك في التفاصيل وفهمت القصد من هذه المعزوفة التي بتنا نسمعها كثيرًافي المدّة الأخيرة. وماذا عن حضورك اجتماع المكتب الحزبي؟

-تمّت دعوتي فلبّيت الدعوة.

-مفهوم مفهوم.

-ماذا جرى خلال الاجتماع؟

-تباحثنا في موضوع المحاضرة وتبادلنا الآراء حولها.

-وماذا بعد؟

-بحثنا سبل المواجهة.

-مواجهة من؟

-تمدد السلاح الغريب.

عاد حنا الى ثورته صائحًا: ما الذي أسمعه؟ ألا تسمعون؟

-عُد الى هدوئك يا حنا.

-وكيف ستواجهون هذا التمدد؟

-من غير المسموح أن نفشي بالأسرار الحزبية.

نهض حنا من مقعده وغادر المنزل مردّدا مرّة أخرى: “يا ضيعان التعب”.

(يتبع)

***

*إن أحداث هذه الرواية وشخصياتها من نسج الخيال حتى ولو تشابهت الأماكن والأسماء.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *