كورونا

Views: 190

راغدة قربان

 

أضْرَمَ الوباءُ الكونَ

والموتُ يئنُ في احتراقٍ

منحدرًا كوجعِ النفوسِ

في كل مكان.

سَكَنَ بمنازلِ الأجدادِ والأطفالِ

حتّى تلاشى الحبُّ وخُطِفَ

منّه آخرُ العشّاق.

قالوا :” جَمَعَتنا كورونا وقرّبَتِ اغترابَ العائلةِ

من متاهَةِ المسافات.

قالوا :” ملأتنا كورونا بذاكرةٍ

أغرَقَتْ أوراقُها الجامدةُ

رفوفَ المكتبات.

أخفيتي وجوهَنا بجوفِ

القناع،

والصّوتُ ضريرٌ

كادَ يبوح، وفوقَه عزفَتِ العيونُ على قامةِ الجمال

واشّتدّت سهامُ العينين

يُطارِدُها بيدرُ الجياع.

تتمدّدينَ على أسرّةِ

الأوجاعِ،

تُحركينَ أظافرَ العري

وزفراتِ البكاء .

أنتِ صامدةٌ في العناق

وامتداد الجراح،

لست أدري لماذا تَخيطينَ

للرحيلِ سوادَهُ،

وللتراب رمادَهُ؟؟؟

ماذا دهاكِ في نحر وطني؟؟

أجسامٌ تتهاوى، تشّقُ وحدَها

جنازة الوداع،

ترابُ الوطنِ في مدفأة

مسمّرٌ بالبردِ والحنين.

لا حبّا يزهو ووطني حزين.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *