الشفقة على الذات

Views: 14

د.جهاد نعمان (بوسطن)

(استاذ في المعهد العالي للدكتوراه)

 

تتسرب الشفقة على الذات الى كل منا تسربا طبيعيا. وكل امرئ يفترض انه لن يفهم تماما ولن يقدر حق قدره. (tjc.org) ولكن الشفقة على الذات هي ألد أعدائنا وإن نحن استسلمنا لها لم نتمكن قط من القيام باي عمل في هذا العالم. الشفقة على الذات هي بالنسبة الى الحياة كالسم في الطعام. ومن الغريب ان يتجلى انسان فرد من الوهن بسبب ألمه او مشكلته بحيث لا يتسنى له ان يشارك ولو قليلا في الجحيم الذي يقيم فيه اقرب المقربين اليه.

التذمر موت للحب. والشعور بالأسف على أنفسنا هو من اشد الامور تقويضا لاستقرارها. الشفقة على الذات هي من أخطر اشكال مركزية الانا. انها تشوش رؤيتنا. وان سماع الشكوى والتململ لمرهق بإزاء البؤس والسعداء على السواء. انه نقيض أجواء الايمان الراسخ. واذا كان المرء ملحدا حقا، تبين ان السبيل الوحيد المتاح له للتخلص من حلقة الشفقة على الذات الجهنمية، هو التوقف عن مقابلة الذات بالآخرين والاكتفاء بمتابعة المسيرة الذاتية في هدي الضمير الحي. هكذا ، لئن تبين الوجع (الجسدي) لا مفر منه فان الالم (النفسي) شبه اختياري الى حد كبير.

في مجتمع يستحوذ عليه سلوك سادي ومازوخي(معا!)، أدعو الى ثورة حقيقية من اجل الحق الذي منه وحده ينبثق لبنان الجديد. وحدهما الحق واحترام الذات يعتقاننا مما نتخبط فيه من الضياع. كونوا اولا ثورة على ذواتكم في موضوعية ومحبة على السواء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *