المرتضى في تكريم الأديب السوري فؤاد الشايب: الكيان المغتصب هدم الآمال وقوّض مسرى الحياة الطبيعية في أرضنا

Views: 580

رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الندوة الثقافية التي اقيمت في المكتبة الوطنية تكريما للمفكر والأديب المناضل فؤاد الشايب، في حضور حشد من الشخصيات السياسية والثقافية والأدبية .
 
وكانت كلمة للوزير المرتضى اشار فيها الى دور الاديب الشايب الثقافي والعروبي ونضاله واستشهاده من اجل مبادىء آمن بها. وقال: “سقى الله تربة ذلك الزمن الجميل الذي جبلَت أيامه من نضال فكري وسعي ثقافي إلى اكتناز المعرفة ونشرها في سبيل نهضة عربية تجمع شعوب الأمة وتقودها إلى الريادة في غد أفضل”.
 
واضاف: “كانت بيروت ودمشق والقاهرة وبغداد وغيرها من حواضر العرب منصات المثقفين المزودين بما اختزنوه من تراثهم العريق، وما تعلموه في الجامعات الأوروبية وجاؤوا به إلى أوطانهم من أجل بناء مجتمعاتهاها واستعادة وهجها الحضاري الذي كان قد خفت لقرون عديدة. وكانت الحياة الوطنية في الدولة الوطنية المقارعة للاحتلال والانتداب على درجة عالية من فاعلية الحراك السياسي وتوقد النضال الشعبي واندفاع النشاط الفكري أدبا وشعرا وفلسفات وفنونا جميلة”. 
 
واستطرد: “حتى أنشئ الكيان المغتصب الذي هدم الآمال وقوض مسرى الحياة الطبيعية في أرضنا، فانقضت أعمار وانطوت أجيال على طريق صراع وجود ما زال وسيبقى مستمرا حتى الانتصار الأكيد”.
 
واشار المرتضى الى ان “فؤاد الشايب واحد من ذلك الجيل المثقف الذي لهج بالعروبة واتخذها بوصلة حياة واستشهد من أجلها. أجل هو شهيد بالمعنى الحرفي للكلمة، لأن النار التي التهمت مقر بعثة الجامعة العربية في بيونس أيرس التهمت أيضا أعصابه وقلبه، وأصابت نبضاته بحروق من الدرجة الرابعة، لم يقو على تحملها. ولهذا يصدق فيه قول أمير الشعراء:
منتهى ما به البلاد تعزى    رجل مات في سبيل البلاد.
  
وتابع وزير الثقافة: “أديب له صولات وجولات في الإذاعة السورية والكتابة القصصية والمقالة الأدبية والسياسية، والدراسات الفكرية المتنوعة، وعشير قادة العمل الوطني، ونصير الوحدة، الذي ترك بصمة واضحة في كل ما تولاه من شأن ثقافي أو إداري أو سياسي. لكن أعماله الأدبية بقيت غير مجموعة حتى أواخر سبعينيات القرن المنصرم حين زار الشاعر القروي دمشق واستغرب فراغ مكتباتها من آثار صديقه فؤاد الشايب، فعاتب السلطات السورية التي سارعت إلى تعيين لجنة تجمع تراث الراحل خدمة للثقافة، وهكذا كان فصدرت المؤلفات الكاملة العام 1984”.
 
ولفت الى ان الاديب الراحل “كان يخطط بعد تقاعده لأن يعود إلى بيروت فيقيم فيها بصورة دائمة، ويفتتح دار نشر يتولى من خلالها بثَ الوعي المعرفي في الوطن العربي. لكن الموت عاجله، وها نحن بمسعى من ابنته الدكتورة إقبال الشايب غانم، نحقق جزءا يسيرا من حلمه وننشئ لمؤلفاته زاوية في المكتبة الوطنية، تقديرا لكل عطاءاته الأدبية. وإذا كانت بعد حين ستستقر على الرفوف، إلى جانب كتب أخرى يجمعها معا نسب الحبر”.
 
وختم المرتضى: “إنني للأرجو أن تكون هذه المكتبة الوطنية بما تحتوي من كنوز زادا مشاعا يوميا لكل مثقف وباحث. رحم الله اديبنا المناضل  العربي الكبير فؤاد الشايب ووفقنا الى ان ننهل من صافي معينه ومعين من هم من طينته فكريا والتزاما لتبقى جذوة قضية الحق حية في نفوسنا ووجداننا”.
 
وكانت كلمات لكل من الأديب ناجي نعمان،الدكتور حيان حيدر،المحامي الاستاذ شوقي ساسين،ولابنة المكرم الأديبة اقبال الشايب غانم التي شكرت وزير الثقافة لرعايته وحضوره وتكريمه لشخصيات فكرية وثقافية وتسليط الضوء على دورها الريادي لتكون منارة للاجيال الناشئة، ومنهم والدها وقالت: “ان هذه المبادرة بثت حتما الفرح في روح والدي، واعادت الحياة الى اعماله ونضاله”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *