ميلاد نقولا..”مارون عبّود العكّاري”ستحتفي منطقة الجُومة(عكار) بكتاب له، من عيون كتب التراث اللبناني!

Views: 139

د. مصطفى الحلوة

آتيًا من مارلبورن(استراليا)، حيث إقامته، منذ نيّف وخمسين سنة، متأبّطًا مسوّدة كتاب له، عنوانُه “تُراثنا”، سيُبصر النور بعد أيام معدودات. إنّه الأديب الشاعر ميلاد نقولا، بل “مارون عبّود العكّاري”، كما دعوتُه، في تقديمي لهذا الكتاب !

هذا الشاعر المغترب، الذي يُرى إليه من شعراء الصفّ الأول، بالمحكية اللبنانية، ذات النكهة العكّارية، أراد أن يقول، عبر هذا المؤلَّف، إنّه لا زال متجذّرًا في مسقطه ضهر الليسينة، كما في بينو -قبولا، مكان سكن عائلته وملاعب طفولته وحداثته وردحًا من عهد الشباب !

عندما هاتفني في 25 تموز(منذ أسبوع)، طالبًا إليَّ أن أُقدِّم لكتابه، وافقت من فوري، إذْ الكتابةُ عن شاعرنا، عن مارون عبّودنا، تكليفٌ وتشريفٌ في آن !

وحتى يأتي التقديم على إيقاع الجو التراثي ومُناخاته، الذي يأخذنا إليه المؤلِّف، صعدتُ من طرابلس إلى بيتي في بينو،حارة البياطرة، الكائن على ربوة، وهو على مرمى حجر من المحمية الطبيعية والبحيرة، اللتين أنشأهما دولة الرئيس عصام فارس، ويُطلُّ على هذه البلدة، التي تختفي بيوتها ذات القرميد الأحمر بين آجام الأشجار الباسقة..من بيتي الطاعن في الزمن، رُحتُ أُسرّحُ البصر في المدى “الجوميّ”، في بينو، وبمحاذاتها ضهر الليسينة، والبرج، والعيون والشطاحة وبيت ملّات، وهي البلدات والقرى التي ينتمي إليها مُعظم أبطال الكتاب، كي أعيشهم، أعيشَ طُرَفَهم وحكاياتهم، وأتماهى معهم..وكان التقديم، الذي أرجو أن يلقى من القُرّاء قبولًا حسنًا! ميلاد نقولا يستحق، فهو ينماز بخاصيّة، لا تتوافر لسواه من كُتّاب التراث، إذْ يُوردُ الحادثة أو الطُرفة ورسمَ الشخصية نثرًا، ثم يعمَدُ إلى إيرادها شعرًا! ويكفيه فخرًا أنه لم يأتِ بأبطاله من علّية القوم، بل هم أُناسٌ عاديون، بُسطاء، عاشوا من عرق جبينهم، في مواجهة مصاعب  الحياة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *