جويس عزّام رفعت العَلَم اللبناني على أعلى قِمم العالم ولم تحظَ بلَفتَة من المسؤولين لدينا !
د.مصطفى الحلوة
في إطار مشاركة بطلة تسلّق الجبال د.جويس عزّام، في ورشة العمل، التي نظّمها “مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية”(جُبيل 25 و26 تشرين الثاني 2022)، بعنوان:”السياحة الداخلية ودورها في التربية المواطنية”، كان لها أن تستعرض، عبر مداخلة شيّقة، مسيرتَها وتجربتها المضنيتين في رياضة تسلّق الجبال، حيث استطاعت أن تتسلّق أعلى الجبال، في مختلف بلاد العالم، ولتتوّج هذه الانجازات بتسلُّق قِمم جبل إڤرست في سلسلة جبال الهملايا (النيبال)، وترفع العلم اللبناني عليها، والتي ترتفع 8848 م عن سطح البحر!
جويس عزام البطلة الوسيمة، صاحبة القوام الرياضي الرشيق، والمنتصبة كالرمح، وذات ابتسامة لا تفارقُ مُحيّاها، تخرّجت من كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية، وحازت شهادة الدكتوراه من روما (إيطاليا)، إلى ثلاث درجات ماستير، في الحفاظ على المدن والمباني التاريخية، وفي نماذج الحوكمة وإدارة النظام المحلي، وفي الهندسة المعمارية.
بداية مسيرتها كانت في رياضة المشي (2005)، وسط الطبيعة وفي الجبال، وصولًا إلى رياضة تسلُّق الجبال، وهي من أخطر الرياضات، التي قد تودي بممارسها إلى الموت!
كان التحدّي، لدى جويس، أن ليس من امرأة لبنانية أو عربية استطاعت أن تتسلّق أعلى قمة، في كل قارة من قارات العالم. هكذا عزمت على السير بهذا التحدّي، وكن لها أن تحقّق أمنيتها، فتسلّقت غالبية أعلى جبال العالم، رافعة العلم اللبناني عليها، وتوّجتها بتسلّق إڤرست في العام 2019. (Ultram) وهي بصدد التحضير حاليًّا للوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي، ولتغدو، في حال تحقيق ذلك، رابع إمراة في العالم، تصل إلى طرفي كوكبنا!
أصغينا إلى جويس، وهي تروي تجربتها، التي صادفت خلالها الكثير من الصعوبات، لا سيما لجهة تمويل مبادراتها، ناهيك عن عدم إعارة “المسؤولين” بالًا إلى ما تُحققه من نجاحات، تضعها برسم وطنها، الذي تُحبّ!..وقد كان لمداخلتها فعلُ السِحر، إذْ نفَحَت عزيمة الطالبات الجامعيات اللواتي كُنَّ في عِداد الحضور!
قديمًا قيل:” من اتّضعَ ارتفع!”.. ولنا أن نقول:” إتّضعت جويس عزّام فارتفعت إلى أعلى القِمَم!”
