أغنيات شاعت وتجددت بصوت فيروز ثانية

Views: 382

سليمان بختي 

في ريبرتوار مطربتنا الكبيرة فيروز أغانٍ كثيرة سجلت وكتبت ولحنت لها وحدها. وربما غناها كثيرون من بعدها. ولكن ظلت تعرف بإسمها.وفي المقابل هناك أغانٍ معينة غنتها فيروز بعد أن غناها أحد قبلها أو عرفت باسمه.

عندما تقدمت نهاد حداد إلى الإذاعة اللبنانية في بداية الخمسينات برفقة مكتشفها الحاج محمد فليفل ، طلبت منها لجنة امتحان الأصوات المؤلفة من حليم الرومي وخالد أبو النصر وتوفيق الباشا ونقولا المني وغيرهم أن تسمعهم ما لديها.

غنت في الإمتحان نهاد حداد (فيروز) أغنية “يا ديرتي” لأسمهان ثم غنت مقطعا من أغنية “يا زهرة في خيالي” لفريد الأطرش.

كان نجاحها باهرا واختارت لنفسها اسم فيروز وانطلقت في رحلة الغناء والطرب.

 

ولكن ما هي الأغاني التي غنتها فيروز ثانية؟

غنت فيروز أغنية ” شالك رفرف” عام 1995 بشريط ” إلى عاصي” وتوزيع جديد  لزياد رحباني. وكان قد غناها وديع الصافي عام 1961.

غنت “يا جارة الوادي” كلمات أحمد شوقي وغناء وألحان محمد عبد الوهاب عام 1928 وأعادتها فيروز بتوزيع جديد 1961.

وكذلك غنت “خايف أقول اللي بقلبي” في الفترة ذاتها.

غنت “أمي يا أمي الحبيبة” لزكي ناصيف عام 1995 وسبق أن غنتها المطربة وداد في الستينات.

 

عام 1973 غنت فيروز مع وديع الصافي “الله الله يا تراب عينطورة”. وزع الأغنية في ما بعد زياد رحباني وغنتها فيروز في  حفلاتها  مع الكورال.

عام 1979 غنت فيروز أغنية ” بعتلك يا حبيب الروح” وكانت آمال غلام غنتها في مسرحية “نزل السرور” عام 1974 بلحن زياد رحباني.

عام 1978 غنت فيروز “ع هدير البوسطة” لزياد الرحباني وكان قد غناها جوزف صقر في مسرحية “بالنسبة لبكرا شو”1977. ويروي زياد الرحباني في إحدى المقابلات أن عاصي رحباني اشتراها منه لقاء 400 ليرة لبنانية وأنهم أضافوا إليها الموال مع تسريع للإيقاع.

في “شريط إلى عاصي” 1995 غنت فيروز “طلعنا على الضو” وهي أغنية للكورال من مشهد خروج المساجين في مسرحية “ناطورة المفاتيح” 1972 (بعلبك ومعرض دمشق).

 

عام 1979 غنت فيروز أغنية “وحدن” من كلمات الشاعر طلال حيدر وتلحين زياد الرحباني. وسبق لرونزى أن غنتها عام 1977 في فيلم “نهلة”.

في عام 1980 سمعنا مقطعًا من “بيني وبينك خمر وأغاني” لفيروز، وسمعناها ثانية على العود لرياض السنباطي ثم الأغنية الكاملة بصوت سمر كموج.

عام 1983 غنت فيروز “لبيروت من قلبي سلام” من كلمات جوزف حرب واللحن ليواخيم رودريغز وتوزيع جديد من زياد الرحباني. وكان غناها قبلا أسامة حلاق عام 1976 مع عزف على البيانو من زياد الرحباني. وكان مطلعها يقول” لبيروت منديل العيون”. ويقول أسامة حلاق في مقابلة مع زافين بأن زياد الرحباني وجوزف حرب أبلغاه برغبة فيروز في غناء هذه الأغنية. وعندما سئلت فيروز في مقابلة لصوت لبنان مع وردة الزامل عن سبب غنائها لأغاني سواها وخصوصا الملحنة من زياد الرحباني أجابت:” أنها على إستعداد لأن تغني كل ألحان زياد ولو غنيت من قبل”.

والحال أن غناء فيروز لأغنية ما ولو غنيت من قبل فإن صوتها يحتل الأغنية بالحضور والذاكرة والنبرة المصفاة. حتى يكاد المرء أن ينسى من غناها قبلها أو بعدها.

 

وهناك رأي لعاصي الرحباني في الأمر، ففي حديث لمجلة “الأسبوع العربي” تموز 1979  يسأل عن أغنيات شاعت لفيروز يغنيها غيرها أو العكس فأجاب:” هذا شيء طبيعي. فالأغنيات الشائعة في أوروبا يغنيها أكثر من مطرب. ثم فيروز نفسها غنت في الماضي أغنية لأمال غلام “وحدن” واليوم تغني “ع هدير البوسطة” لجوزف صقر وليس في ذلك عيب أو ضرر لأحد”. 

بالنهاية كل أغنية أصيلة هي شوق نادر للأصوات. والمطرب الأصيل يمنحها بصوته حياة جديدة ورونقًا مختلفًا  وبصمة نادرة.  

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *