رحيل فيصل فرحات الكاتب والمسرحي ضائعًا بين أسباب الموت والحياة

Views: 1033

سليمان بختي

مات الكاتب والمسرحي الصديق فيصل فرحات.

مات في غرفته (فوق السطوح) في رأس بيروت وحيدا ومريضا.

كان ينتظر على عكازيته لتأمين مبلغ مالي لإجراء عملية جراحية لكن الموت سبقه إلى ذلك.

إني أتهم كل سلطات المجتمع والدولة بقتل هذا الإنسان. عائلته وقريته والجماعة الحزبية التي إنتمى إليها وأهل الثقافة والمسرح والجمعيات والأصدقاء الذين عرفوه أو ساعدوه (وأنا منهم).

كان حلمه أكبر من حياته.  وكان يتعثر بلقمة العيش ويتابع ذلك الشقاء الجميل.

 

خرج من الحياة بزاد قليل من التعليم ولكنه درس على نفسه وشارك وأعد ومثل في العديد من المسرحيات نذكر منها : ” معو حق إبني” 1976، “دراما مين” الجامعة الأميركية 1976 و”كفر جبروت” 1977  “لبنان في لوحات مسرحية” الاونيسكو 1978 و”سقوط عويس آغا ” مسرح جاندارك 1981 وعرضته للمساءلة من قادة المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية في زمن الحرب.

وله العديد من المخطوطات “نايم الأخ” و”خمسة بتاخدن ستة” و”الأفق الآخر” و”الإستعمار العائلي” و” فرج الله الحلو في البال”.

 

وفي الكتب له “يوم بدأت الكتابة” 2009 وترجم إلى الفرنسية 2009 “ورهبة الكتابة” طبعتان 2009و2019 و”عمر الولدنة” 2011 و”فلتة زمانه” 2011 و”إبن الحزب” و قصص أخرى 2012 و”مجنون من بيروت” 2012، و”أربع مسرحيات ” 2013 و”عانس خلفت صبي” 2013 و”إعترافات عانس ” 2014 و”باع سمك بالبحر- يوم في حياة كاتب” 2015 ” شالوم إم مصطفى” 2019.

أما كتابه الأخير فصدر في السنة الماضية بعنوان ” قيامة لبنان المنهار” 2022. ولكنه لم ينتظر ليرى قيامة لبنان الذي أحب. رأيته في معرض بيروت للكتاب يحمل صناديق الكتب على ظهره ويجلس بعد الظهر خلف الطاولة ليوقّع كتابه الجديد.

في كتابه “رهبة الكتابة” كتب:” إخترت أن أكون صادقا كي أكتب عن الصدق. وأن أكون صادقا  في الحياة كي أكون صادقا على الورق. وهكذا سرت في طريق ما زال ممنوعا ومحظورا علي حتى كتابة هذه السطور، أي تحديدا لأربعين سنة خلت، ولو أني كنت ومازلت فعلا وفاعلا ومفعولا”. 

 

كان قريبا من المخرج الراحل جلال خوري ومن الشاعر الراحل جوزف حرب ومثل دورا صغيرا في مسرحية زياد رحباني ” بالنسبة لبكرا شو”. وحفظ أدوار كل الممثلين.

أتعبته الأيام وأنهكته. أخبرني قبل أسبوع من وفاته أنه شعر بالبرد ذات صباح باكر فطرق باب الجيران باكيا دون أن يعي أن ما يحتاجه فعلا هو دفء الآخرين وليس دفء الأجساد. 

 إرتمى فيصل فرحات في بيروت إرتماء العاشق في الحضن. ولكن الشقاء ظل يطارده حتى الرمق الأخير.

لا تحزن يا فيصل . هذه البلاد لا تصلح إلا للموت فيها. أما أسباب الحياة فهي اختراع شخصي ووهم آخر وكما كنت تفعل أنت تماما. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *