أنيس فريحة (1903-1993) وشجرة الخروب 

Views: 626

سليمان بختي 

في حرم الجامعة الأميركية الأخضر في رأس بيروت شجرة خروب قديمة بالقرب من مكتبة الجامعة (مكتبة يافث التذكارية).

وتحت هذه الخروبة مقعد أخضر يطل على بحر بيروت وعلى جبل صنين معا.

وأكثر من كان يحب الجلوس على هذا المقعد هو الدكتور أنيس فريحة (1903-1993) اذ كان يجلس من بعد الظهر وحتى الغروب أحيانا. يدخن سيجارة ويشرد ما طاب له من الشرود.

وتحت هذه الخروبة كتب أنيس فريحة كتابه الجميل ” سوانح من تحت الخروبة” (1988).

وعندما سئل غير مرة بماذا يفكر وهو يجلس تحت الخروبة ، قال:”بدبس الخروب وبسرعة الضوء”. 

كان أنيس فريحة بعد التعليم والتأليف يأنس للطبيعة ويعرف أسرارها وأنواع النباتات والزهور وانواع الصخور.

يروي أنيس فريحة في ذكرياته أنه درس العبرية على يد يهودي عجوز يسكن في وادي أبو جميل. وأن من جملة ما تعلمه من العجوز اليهودي ان عمر الأرض هو 5700 سنة، وأن التقويم اليهودي يمتاز عن غيره بأنه يبدأ باليوم الأول من أيام الخليقة.

يتذكر أنيس فريحة كيف صعد الى نبع صنين وقر قراره ان ينام عند النبع وقبل انبلاج الفجر يصعد الى قمة الجبل ليشاهد أجمل ما يمكن ان يراه انسان في هذه الحياة وهو مشهد شروق الشمس، وكيف يظهر صنين على السفوح التي كأنها سهل منبسط، ويتمدد الظل وصولا الى الشاطئ حتى رأس بيروت.

ينظر انيس فريحة الى الخروبة بإمعان ويسأل نفسه “كم مرة غادرت الخروبة وبيدي الزهرة النحيفة الجميلة، وفي خيالي طاسة دبس الخروب”. 

هذه الشجرة (الخروب) كانت عزيزة على قلب المعلم أنيس فريحة يأتي اليها بين درس ودرس، وفكرة وفكرة، ويكتب خواطره و سوانحه.

لا أعرف لماذا لا تطلق الجامعة الأميركية اسم أنيس فريحة على هذه الشجرة.

الم يكن هو نفسه شجرة مباركة من أشجار المعرفة غرفنا من شمسها وظلها وثمارها اغمارا كثيرة. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *