القضيّة اللبنانيّة من ميشال شيحا إلى فيليب سالم

Views: 222

سهيل مطر

أصدقاء فيليب سالم يدعون إلى هذا اللقاء.

دعوني أدّعي، ولا أؤكّد، أنّني من أصدقاء فيليب سالم.

لذلك، أجد نفسي مدعوّاً إلى تحديد موضوعنا لهذه الليلة، من خلال بضعة أسئلة أو علامات استفهام:

1″-   ما معنى لفظة “قضيّة”:  في المعجم، القضيّة هي نزاع يُعرض على قاضٍ، أو هي أمر يقتضي البحث والمعالجة أو هي موقف شخصيّ، كما نقول:  قضيّة ذوق،

إنطلاقاً من هذا المصطلح:  هل هنالك قضيّة لبنانيّة؟  هل هنالك نزاع يُعرض على حضرة القاضي؟  ومَن هو القاضي؟

2″-   ما الفرق بين هذه الألفاظ مسألة question، ومشكلة problème وقضيّة cause وأزمة conflit؟

3″-   متى وُلدت هذه القضيّة:  منذ تكوين لبنان الجغرافي:أو التاريخي، أو السياسيّ؟

4″-   لماذا الانطلاق من رجل الدستور ميشال شيحا؟  أي منذ إعلان لبنان الكبير سنة 1920، ووضع دستوره سنة 1926؟  ولماذا لا تزال هذه القضيّة مطروحة على بساط البحث، كي يتولّاها فيليب سالم، وهؤلاء العلماء الخبراء:  د. غالب غانم، الدكتور عبد الحميد الأحدب، الدكتور الأب جورج حبيقة، وهذا الحضور المميّز الكريم.

5″-   يكثر الحديث في موضوعنا عن هذه المصطلحات:  النظام، الصيغة، الميثاق، التركيبة، العقد، الوثيقة…  وهل القضيّة اللبنانيّة هي في تحديد هذه المصطلحات، والتفاهم على معناها؟

6″-   هل صحيح أنّ كلمة ميثاق لم ترد، لا في خطاب القسم للرئيس بشارة الخوري، ولا في البيان الوزاري للرئيس رياض الصلح؟  فمن أين أتت إذاً هذه اللفظة؟

7″-   هل صحيح أنّنا “عشنا ومتنا تصار عنّا الطائف”؟  بقى “أحسن اعقلوا”؟  وبعد 33 سنة على صدوره، هل نحن في “السعادة” المرجوّة، يا أصحاب السعادة؟

8″-   هل صحيح ما قال جبران:  نحن أمّة تحتضر ولا تموت.  نحن عقدة لم تحلّها الأيّام وستبقى غير محلولة؟

9″-   هل يمكننا القول أنّ التعدّدية الدينيّة هي في أساس “القضيّة اللبنانيّة”؟  والحل يكون، إمّا في تجاوزها، بتوليد دولة مدنيّة، وإمّا في توليد صيغة جديدة تقسيميّة أو فدراليّة أو لامركزيّة موسّعة؟

10″- استكمالاً لهذا السؤال:  هل يمكننا القول أنّ لفظة “انصهار” التي كُتبت في اتفاقيّة الطائف، هي مجرّد كلمة ضبابيّة لا يمكن الركون إليها، أو تحقيقها.

11″- هل صحيح ما قاله الأحدب أنّ الأزمة في لبنان أزمة نظام ولم تعد أزمة انتخاب رئيس وأنّ النظام السياسي الذي وضع سنة 1943 تساقط مع الأيّام؟

12″- هل وصلنا سنة 2023، بعد 80 سنة على استقلال لبنان سنة 1943، إلى اتخاذ موقف نهائي من القضيّة اللبنانيّة، كي لا نقع كلّ بضع سنوات، في نزاعات ومشاكل تتّخذ أحياناً شكل العنف والقتال والحروب الأهليّة؟  وما هو هذا الموقف؟

13″- هل يمكننا القول أنّ القضيّة اللبنانيّة لم تظهر بصورتها الفاضحة إلّا بعد ولادة الكيان الصهيوني سنة 1948؟  وما هو دوره؟

14″- أين نحن من سوريا، ومن تردّداتها وتطلّعاتها إلى لبنان؟  وهل صحيح ما يقوله فيليب سالم أن أزمة لبنان الكيانيّة تكمن في جغرافيّته؟

 

أيّها الأصدقاء

أنا أعتبر نفسي من جيل الأسئلة القلقة، فيما الكثير من أهل السياسة، هم من أصحاب

الأجوبة الجاهزة.

لهذا طرحتُ هذه الأسئلة مؤكّداً تقديري واحترامي لكلّ ما تقولون، منتهياً إلى عبارة وردت

في كتاب الدكتور سالم:  فلسفة التمرّد والثورة، إذ يقول:

في المسيحيّة “ثالوث قدّوس متساوٍ في الجوهر وغير منقسم”، وهو الآب والابن والروج

القدس.  وكذلك أيضاً في لبنان “ثالوث قدّوس متساوٍ في الجوهر وغير منقسم” وهو

الحريّة والتعدّدية الحضاريّة والديمقراطيّة.  هذا الثالوث هو واجب الوجود للبنان.  من دونه

يزول معنى لبنان.

شكراً لكم جميعاً وكم أتمنّى أن نسهم، الليلة، جميعاً، في كشح هذا الضباب الذي يلفّ

الوطن، والذي يجعل الرؤيا والرؤية مخيفة وغير واضحة المعالم، وتنذر بالخطر الكبير،

وتدعوإلى الكفر، وأختم برسالة وردتني من ابني رواد، يقول فيها:

مع أنّي عشقت بلادي حتّى الجنون

وحتّى الخطر

كتبت اسمها فوق ألف جدار

حفرتُ قلوباً لها بالأظافر فوق ضلوع الشجر

رسمتُ خريطتها فوق زندي وتحت النظر

اتخذت مفاتنها قبلة ومصلّى

اعتبرت هواها اختباراً وحريّة وقدر

مع ذلك، أقول:

أريد جواز سفر.

لا يا رواد، بطاقة الهويّة أغلى بكثير من جواز السفر.وشكراً.

***

*القيت في ندوة حول “القضية اللبنانية من ميشال شيحا إلى فيليب سالم “ بدعوة من  أصدقاء الدكتور فيليب سالم، الجمعة 21 تموز 2023 في متحف سرسق-الأشرفيه-بيروت.

شارك في الندوة: الدكتور سهيل مطر، الدكتور غالب غانم، الدكتور عبد الحميد الأحدب، الأب الدكتور جورج حبيقة، الدكتور فيليب سالِم ، أدارت الندوة الإعلامية نادين شلهوب.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *