أغنية “أصبح عندي الآن بندقية” تتصدّر بعد أكثر من نصف قرن

سليمان بختي

مثلما أعادت الحرب على غزة قضية فلسطين الى الصدارة في المنطقة والعالم  أعادت معها أيضا الاغاني القومية المتعلقة بفلسطين الى القنوات الفضائية  ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولعل الاغنية الاكثر تداولا اليوم هي “اصبح عندي الان بندقية” او” طريق واحد” وهي من غناء ام كلثوم وكلمات الشاعر نزار قباني وألحان محمد عبد الوهاب.

 

ما هي قصة هذه الأغنية؟

بعد حرب 1967 انطلق الفدائيون يغيرون على الأراضي المحتلة. واحيانا تحدث اشتباكات عنيفة ومعارك بين الفدائيين واسرائيل. واكبر معركة فيها كانت معركة الكرامة 21 آذار 1968  حين هاجمت إسرائيل قواعد الفدائيين في مخيم الكرامة شرقي نهر الأردن. ولكنها منيت بخسائر فادحة بالأرواح والعتاد.

كانت هذه المعركة نقطة تحول بمسار  حركة فتح وأشعلت حماسة بين العرب.

اثر هذه المعركة كتب الشاعر نزار قباني هذه القصيدة كتحية للنضال الفلسطيني. وقد غنتها ام كلثوم في العام التالي 1969 بلحن حماسي ومميز من محمد عبد الوهاب والذي غناها بدوره على العود بعد وفاة ام كلثوم.

وينقل عن عبد الوهاب بعد ان قرأ القصيدة لأول مرة انه قال:.”ده شاعر بيكتب بعينيه.”

كان هذا التعاون الاول بين نزار قباني  وام كلثوم الذي قال بعد ان سمع القصيدة بصوتها:”لا احد ينطق قصيدة الشعر مثل ام كلثوم.”

ويذكر ان التعاون الثاني معها كان في العام  1970 في قصيدة بعنوان “عندي خطاب عاجل اليك”  وهي الاغنية التي  رثت فيها الزعيم جمال عبد الناصر. سجلت الاغنية بلحن من رياض السنباطي وبقي انتشارها محدودا.

ماذا تقول الاغنية: ” اصبح عندي الان بندقية / الى فلسطين خذوني معكم / الى ربى حزينة كوجه المجدلية/ الى القباب الخضر والحجارة النبية/ عشرون عاما وانا/ ابحث عن ارض وعن هوية/ابحث عن بيتي الذي هناك/ عن وطني المحاط بالاسلاك/ ابحث عن طفولتي/ وعن رفاق حارتي/عن كتبي عن صوري/ عن كل ركن دافئ/ وكل مزهرية/اصبح عندي الان بندقية/  الى فلسطين  خذوني معكم/ يا أيها الرجال/اريد ان اعيش او اموت كالرجال/قولوا لمن يسأل عن قضيتي/ بارودتي صارت هي القضية/اصبحت في قائمة الثوار/ افترش الأشواك والغبار/ والبس المنية/  يا أيها الثوار / في القدس في الخليل/ في بيسان في الاغوار/في بيت لحم/ حيث كنتم ايها الأحرار/  تقدموا تقدموا تقدموا/الى فلسطين طريق واحد/ يمر من فوهة بندقية”.

 

ولكن في رحلة القصيدة الى الاغنية حذفت منها هذه الأبيات:”اريد بندقية/  خاتم امي بعته من أجل بندقية/محفظتي رهنتها لاجل بندقية/ اللغة التي بها درسنا/الكتب التي بها قرانا/ قصائد الشعر التي حفظنا / ليست تساوي درهما أمام بندقية/”.

او:” اريد ان انبت في ترابها/ زيتونة او حقل برتقال/”. او:” مشيئة الأقدار لا تردني/انا الذي أغير الأقدار/ فقصة السلام مسرحية/ والعدل مسرحية/”.

من غنى هذه الأغنية بعد ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب؟

غناها علي الحجار ومروان خوري واميمة الخليل وذكرى ورشا رزق ومي نصر وجيانا غنطوس وكفاح زريق وأياد حنا وقمر بدوان ويوسف درويش وطارق حسين وشكري بوزيان وعمر جاد ومحمد ماهر وابراهيم فايد . كما انشدتها فرقة كورال القرية الصغيرة وترجمت إلى التركية.