وَشمٌ صَباحِيٌّ (62)

Views: 468

د. يوسف عيد

 

مجدُ الإنسان يبتدئُ عندما تمتصُّ شفاهُ الآلهةِ المقدّسةِ

نسمتَه الهائمةَ على غير هدًى.

كلُّ ما هو بشريّ لا قيمةَ له إذا ظلَّ بشريًّا:

فطهارةُ الأطفالِ، وَوجْدُ الشّباب اللذيذ،

وهَوى الرجولةِ العَزوم، وحكمةُ الشيخوخةِ الناضجةِ،

وإبداعُ الشُّعراءِ، وشرفُ القدّيسين،

كلُّ ذلك، وكلُّ ما تحملُه في ثناياها هو خُبز الآلهةِ.

وتكونُ بغيرِ بركة إذا لم ترفَعها الآلهةُ الى أفواهِها.

وكما حبّةُ الحنطةِ الصمّاء تتحوّلُ الى أنشودةِ محبّةٍ عندما يبتلعُها البلبلُ،

هكذا الإنسانُ إذا كان خُبزًا للآلهة يتذوّق الألوهيّة .

نعم ، الإنسانُ خُبزُ الآلهةِ،

وكلّ ما فيه سيأتي إلى مائدةِ الآلهة،

بعيداً عن عصرِ الوجوهِ المكفّنة،

كالعنبِ الذي لا يَنضَج إلاّ في أيام الدُموع والرُعب.

فما أجملَ الغبطةَ التي تُرافقُ المطالبَ المائتة.

أضحى عمري كالبحر الذي لا يستريحُ،

يطرَحُ عنه النفايةَ الزائلةَ من الأرضِ  والإنسانِ ،

ويسعى أن يسمو إلى ذلك المُتسامي فوق ما تصل إليه قوّتي .

(صبَاح الأمَل)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *