بين الآلام والآمال… سيبقى لبنان

 

بعد مئويّة صاخبة بالنجاحات والاخفاقات، يبقى الأهمّ أنّ لبنان ظلّ وطن الحلم الذي يطمح إليه كلّ حرّ وشريف في هذا الشرق. ومهما قست الصعاب على هذا الوطن، يظل الأمل في استمراره رهنًا بروح الشباب الرافض للاستسلام. لذلك، ولمناسبة عيد الاستقلال، الذي يطلّ علينا هذه السنة مثقلاً بالمصاعب، تكتب ثلّة من الطلبة عن “لبنان الوطن” الذي يحلمون بالبقاء فيه وبناء مستقبلهم في كنفه…

 هنا النص الثاني بعنوان “بين الآلام والآمال… سيبقى لبنان”:

 

 

 

فرح عبّاس

*مدرسة “سّيدة الملائكة”، بدارو، الصف الثانوي الثالث فرع علوم الحياة

إنّه عيد ولادة لبنان، عيد كل مناضل نال حريته ووهب دماءه لغد أفضل.

 ٢٢ تشرين الثاني، يوم خالد في التاريخ، عيد استقلال لبنان وانتقاله من أرض دنّسها الأعداء وانتهكوا حقوق شعبها، الى وطن سيّد وحرّ، يشمخ بماضيه ويعتز بحاضره ويبذل الغالي والرخيص في سبيل تأمين مستقبله وصون حدوده وتعزيز وحدته والحفاظ على إرثه الحضاري وثرواته الطبيعية وكنوزه الفكريّة.

تاريخيّا، عبرت جيوش من كافة أنحاء العالم ربوع لبنان، احتلّت ارضه، استنزفت موارده، نكّلت بأهله، واعتدت على حقوقه، ولكن شعبه الأبي، متسلحًا بعزّته وكرامته، قاومها كلّها، وتمكن، بفضل ارادة أبنائه وصبرهم وصمودهم، من نيل استقلاله، الذي ما زلنا ننعم به حتى الآن.

صحيح أن لبناننا يمرّ راهنًا بضائقة اقتصادية صعبة، دفعت العديد من شبّانه إلى الهجرة لتأمين حاضرهم ومستقبلهم، لكن الصحيح أيضا أنّ مواجهة هذه الأزمات لا يمكن انجازها، اللهم إلا إذا تسلّحنا بالمحبة والإيمان وتمسّكنا بوحدتنا الوطنيّة وسعينا معا لتحقيق أهدافنا وبلوغ ما نطمح إليه،  ألا وهو: لبنان العشرة آلاف سنة حضارة، لبنان قدموس وأوروب واليسار، لبنان هنيبعل وفخر الدين، لبنان اولمبيان وبابينيان، لبنان جبران ونعيمة وسعيد عقل وشارل مالك وحسن كامل الصبّاح والرحابنة وغيرهم من منائر العلم والفكر والفن والابداع، وأقمار الحق والخير والجمال، إضافة إلى لبنان العدل والاعتدال والتوازن الاجتماعي، الذي لا يطغى فيه قويٌّ على ضعيفٍ، او يربى متّخم على حساب جائع.

خلاصة القول:

 إن المحبّة وحدها تحوّل الأحلام إلى حقائق، فلنحوّل بمحبتنا “لبنان الحلم”  إلى واقع، يضجّ بالمجد والعزة والكرامة، من الآن وحتى دهر الداهرين… آمين…