عرش من معاني الكلمات
وفيق غريزي
على متن زورق في الورد قلبي
اجذّف باتجاه الفكر والشعر والرؤى
كنت ميتا، ولكن لم يتوقّف نبض
الحياة في عروقي
سرب يمام يحلّق
فوق المروج الخضر،
فوق القبور…
من هديله يأتي الافتتان
في الأعالي احفر قبرا
يتمدد المرج بهدوء وارتياح
بؤر المتضادات المضمرة
تشكّل نقطة الدائرة
***
صعد الاطفال من مد البحار
عندها نصبت خيمة على الكثبان
اسال خنجر “السعادة”
بعيون مطفأة
آه، لحظة تجنحين في الرمال
الزمن من رماد دافىء
يتوهّج في الاحضان
من فصل الى فصل يرغي
النبيذ هنا
هكذا وسيعة السماء
النسّاك يفتحون الكتب المقدّسة
باصابع متسخة
ارمي البراعم النابتة
في لهيب النار …
***
اذ اقبض يدي في بركة ماء
تولد في الماء دوائر
بصمت تندفع الشوكة
في الأعماق
تقف باقة سنابل وسط الورود
انزل في كل الابار
احوك عرشا من معاني الكلمات
وجدت دمية تريد ان تكون منسية
ابلع لساني بين الاغبياء.
***
من اسلم لشُعَل الفجر المنطفئة
بالأصابع قدري في عناصر الأمواه
الموت هو الطريق الأفقي
تحت الأضواء
صار ميتا.. منتشيا.. من بعد
لقد كنت ايها الفاجر.. يا خيبة
صامدا، الشاهد الوحيد
الذئبة الوحيدة الواقعة
في شراك عدمك، هذا
الذي كان ترابا او دما
ام رمادا، ام حجرا
إنها عنك علامة .
***
الضياء على يديك حزين
الناس يغسلون وجها غريبا
يرمون الأجساد في لجة الاعشاب
ايها المتلف ذاته بين حروف المائدة
في بحيرة الموت
اراك ميتا
برقا لا ينطفىء
يحمل وزر الزانيات
لا اعلم أي صوت غريب
يستوطن صمتي
كنت اتوجّع
بجبهتي أصد الريح
لِمَ أفكر.. لِمَ البكاء؟
حيًا كنت
الليل يهدّىء روعي
ومثله كان النهار .
***
فليصمت الكلام
على ضفة الأكوان
أنفسنا تخاطر
على القحط تعبر النمال
على الذي كان نائما.. يحترق
لحجر على الشاعر أن يتدحرج
نحو الذرى
التي تنير اللطيف، ويبقى
الظلام يكفّن الكثيف.
