وَشمٌ صَباحِيٌّ (102)

Views: 342

د. يوسف عيد

لا حاجة للبصَّارين!

غداً، كالأمس،

نموتُ وليس بأيدينا. لكنَّ شاكوشَنا بأيدينا، فلنترُكْ دقَّ المساميرِ لبعضِنا في أكفّ بعض! الوطنُ مسروقٌ. لنأخذْ عطلةً من العَداء، من الكلام المُميت، والمرضِ المميت، والفكرِ المميت، والموتِ المميت. لنأخذ عطلةً من العَنتريّات، والرّجولة التافهة . كلُّ شيء ضدَنا . يسوقُنا العشّارون كما تُساق القِردَة، ونُسجنُ كما الطيورُ الجميلة. بخناجر الذّكاء المقمَّط نَنحرُ بعضَنا. نَحسَب الاحتيالَ ذكاءً، والبغاءَ ذكاءً،

والخِبثَ ذكاءً،

والصّعلكةَ ذكاءً، والسّرقةَ ذكاءً، والطّعنَ ذكاء.

بِتنا في سِجنٍ،

حرّاسُه مُسوخٌ . نشتاقُ للأرضِ الحرّة الأبيّة، لا للعودة إليها بالموت، بل للرقص عليها من الطرب والحب.

هل من الممكنِ وقفُ الفسادِ والإفساد؟

هل من الممكن وقفُ التخوينِ والارهاب؟

هل من الممكن وقفُ الخنوع؟

هل من الممكنِ التَّخلُّصُ من زُمَرِ اللّصوص؟

هل من الممكنِ وقفُ فجورِ التجّار؟

هل من الممكن التخلّص من السخافة والتفاهة؟

هل ممكنٌ وممكنٌ ، ويمكنُ المُمكِنُ؟

إنه ممكنٌ، شرطَ التخلّي عن النفاقِ تجاهَ بعضِنا. إنّه ممكنٌ استنهاضُ لبنانَ شرطَ محاكمةِ الذين دبّروا وخطّطوا ونفّذوا إعدامَ الناس. إنّه ممكنٌ شرطَ الاعترافِ بسيادة لبنان بكلّ ما للكلمة من معنى ودلالة. إنه ممكنٌ شرطَ حَيادِ لبنان الإيجابي. لبنانُ مليءٌ بالآمال المدهشة، بالطاقات المبدعة (والامثلة حيّة)،ممكنٌ عودةُ لبنان الى الحياة، عودةُ الأرض الى حريّتها، ممكنٌ وليس استحالة عودةُ الفينيقِ بعودةِ الرّبيع. فمتى يأتي الربيعُ، ومتى العودةُ من العذاب المتبسّم ومن الانظلام؟

(صباح الأمل والرجاء)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *