وَشمٌ صَباحِيٌّ (105)

Views: 242

د. يوسف عيد

سألتُ حبّةَ الرملِ:

كيف يتبَدّلُ البحرُ لها مظلّاتِ زبَدٍ؟

وأكمامَ الياسمين: كيف تَبيَضِّينَ ولا تَشِيبينَ؟

وعُشبَةَ الجَدولِ:

كيف تَخضَرّينَ ولا تَعرفين؟

وسألتُ العصفورَ:

كيف تحلو بِسُكَّرةِ الغَمامِ مرارةُ الأيّام؟

سألتُها بكآبة عن ذلك:  فَتبسَّمَت، وأخبرَتني أنّه بالصّمت أيضاً يمتدُّ الأقحوانُ سجّادةً بيضاءَ لقدميها، وكيف يتساقطُ من أصابِعها النَّهارُ، ويَختَبئُ الأسبوعُ في فُتُحاتِ كَفَّيها.

وكيف يَحمِلُ ظِلُّ جسدِها بريدَ مناديلِ العُمرِ، وكيف تَتحوّلُ أنفاسُها صلواتٍ يَنقُلنَ الى رِئتَيّ حقولَ الزيتون. حين أخبرَتني، لفَّني الصّمتُ وأسلَمتُ لها الروح.

(صباح الصمت المتحدث)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *