الناطق بلسان الأرباب والآباء

Views: 225

وفيق غريزي

 

الطائر الغرّيد يفيض بالعذاب والألم 

تحفّ به المتاعب، للشقاء تفتح الأبواب 

كالغريب يأتي من اقاليم بعيدة 

يحطّ رحاله في جزيرة مجهولة 

إنه صوت جليل، مخيف 

يعلن للناس نبوءة السماء 

يلمس القلب، ينفذ إلى الأعماق 

مملوءًا بالبطولات، 

بالهزائم والانكسارات،

بالخفوت والنشوات. 

كما حوريات البحر تعيش بالماء، 

هكذا الشاعر يسكن في 

منابع الرؤى والأشعار .

***

إله أسطوري نهم للدماء 

لا يرضى عن الضحية 

حتى يمتص من عروقها نسغ الحياة 

يلقي عليها أوشحة الخلود 

شاء لها القدر الوحدة والكمون 

المحنة جعلتها ثائرة تحطِّم القيثار 

في الغابة تغرّد مع الأطيار 

كل كائن إنسان عالَم مستقل 

مثل أنجم السماء.

عيشوا باتحاد ووئام 

قبل فوات الأوان. 

الوحدة انعزال وانطواء 

على المرارة والآلام .

***

ايها الناطق بوحي الأرباب والأباء 

انت ساحر عرّاف 

طوبى لك اصالة النقاء 

طقوسك تخليد للعزة، للرجولة، 

وللاباء. 

رغم اختطافك لعالم البهاء 

في لدن السماء 

لم يمت حبك للعالم المنهار 

الذي غرق في لجة الظلام 

بعد أن أفل النهار .

***

الشعر والفكر روضة غنّاء 

مليئة بالزهر والريحان 

وسط صحراء البؤس والظلم 

والطاغي القهّار 

يمزق وحشة الغموض والظلام 

والليل الذي يلف بردائه المدار 

تحت ظلاله فينوس تعانق العذراء 

وديونيسيوس إله الخمر يعانق 

المصلوب على الجدار 

آه، دفنت الشعر في صدري 

قبل أن نغيب معا في القبر 

تبددت المثل والقيم حولنا 

الناس تسقط عن الأغصان 

كما يسقط عن الأشجار المهترىء 

من الأثمار…

***

الإلهي ينزل بين البشر 

وحده القادر على الأحساس 

بالروح المقدس 

هذا قدر الشاعر الملهم 

على أرض فقدت نعمة الإله 

وسط غوغاء غابت عنهم الأنوار 

فألقى بنفسه في فوهة البركان 

وقرينه غاص في بحر الجنون 

بصمت.. بكبرياء.. بسكون 

بعد أن أيقظ القوم 

من غفلة النعاس والضلال 

كالأب الحنون .

***

إبن السماء أنا 

وسأبقى 

للحب ولدت، وتآخيت مع الأحزان 

الوطن عندي ليس حدودًا أو حكومات 

بل قوة سحرية وسر حياة 

الفراق عنه وداع أسطوري 

والعودة إليه ابهج الأعياد 

مملكة سحرية 

أنغام وعطور 

ازهار برية نقية لا تفارق 

ذاكرة الصغار والكبار ….

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *